لها ، فمراتب العلم تعقل للعقل ، وتفكر للنفس الناطقة ، وتخيل للنفس الحيوانية ، وشهوة للطبيعة الحسية ، ومراتب الإرادة عشق وهوى ، وشوق وشهوة ، ومراتب القدرة : الإبداع والاختراع وهو التصوير ، والفعل ، وهو الإعداد والتحريك.
والأول من الكل للعقل الى آخر ما مرّ من الترتيب.
ثم استقرب وجها آخر وهو أنّ هذه الأسماء الثلاثة لمّا كانت اسما لكلمة واحدة ، وكلها في مرتبة واحدة ، لا تقدّم لواحد منها على الآخر فالمسخّر المربوب لكل واحد هو بعينه المسخّر المربوب للآخر ، فالأركان الأربعة المسخرة لهذه الأسماء الثلاثة يجب أن يكون أعيانها بإزاء العين لهذه الكلمة ، وأوصافها الاسمية بإزاء هذه الأسماء الثلاثة.
فكل من الأسماء الثلاثة مشتمل على الأركان الأربعة وبالعكس.
إلى أن قال : ولهذه المناسبة انقسمت الأفلاك بما فيها باثني عشر قسما هي البروج المشهورة على وجه التربيع التثليثي لظهور كل من الطبائع الأربعة العنصرية التي هي بإزاء العقل والنفس والطبيعة والمادة في ثلاثة مواضع من الفلك الأقصى ، ولذا صار كل ثلاثة من البروج متعلقا بعنصر من العناصر ، وإذا أجرى في كل من هذه الأسماء ومربوباتها حكم الأسماء الثلاثة الأصلية التي هي الأئمة الكبرى بعد إمام الأئمة ، صارت ستة وثلاثين عدد الأسماء المذكورة في هذا الحديث من الرحمن إلى الوارث.
وإذا ضوعف كل منها عشرة باعتبار الأسماء التي للمقولات العشر : الجوهر ، والكم والكيف ، والأين ، والمتى ، والوضع والفعل ، والانفعال ، والملك ، والجدة ، إذ بإزاء كل منها حقيقة ربانية واسم إلهي ، ارتقى عدد الأسماء ومربوباتها إلى ثلاثمائة وستين عدد الدرجات الفلكية ، فيكون تحت كل اسم من الأسماء الاثنى عشر ثلاثين اسما من الأسماء العقلية التي هي دون الأسماء القضائية والقدرية ، وكذلك