(وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١).
(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٢).
فافهم الكلام وعلى من يفهمه السّلام.
وروى الثعلبي (٣) في «العرايس» عن الإمام الهمام كهف الأنام علي بن موسى ، عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عليه الصلاة والسّلام ، أنه قال في (بِسْمِ اللهِ) : «الباء بقاؤه ، والسين أسماؤه ، والميم ملكه ، قال : فإيمان المؤمن ذكره ببقائه ، وخدمة المريد ذكره بأسمائه ، واستغناء العارف عن المملكة بالمالك».
قلت : ولعل الخبر إشارة إلى أقسام الوجود الثلاثة.
فبقائه إشارة إلى الوجود الحق الذي هو المجهول المطلق ، وهو الأحدية المحضة ، والوحدة الصرفة ، والهوية الغيبية ، والذات الأزلية.
وأسماؤه إشارة إلى مقام الواحدية ، وتجلي الربوبية وظهور الجلال في مرآة الجمال ، وتجلي الجمال في قدس الجلال ، وهو الوجود المطلق ، ومظهر الحق والمشية الكلية والمحبة الحقيقية وحجاب الغيب وسرّ للاريب.
وأما الملك فهو الوجودات المقيّدة ، والمفاعيل المطلقة من المجردات ، والملكوتيات ، والناسوتيات ، وبالجملة من الدّرة إلى الذرة ، ومن العقل الكلي إلى الجهل الكلي.
وفي خبر مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في جواب اليهودي على ما رواه في
__________________
(١) الروم : ٢٧.
(٢) التوبة : ١٢٨.
(٣) هو أبو إسحاق احمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري ، المتوفى : (٤٢٧) ه.