«التوحيد» و «المعاني» قال عليهالسلام : «ما من حرف إلا وهو اسم من أسماء الله عزوجل» (١).
ثم فسر الألف بالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، والباء ببقائه بعد فناء خلقه ، والسين بالسميع البصير ، والميم بمالك الملك.
وفي خبر آخر مروي عنه في الكتابين وفي «العيون» و «الأمالي» قال : «إن أول ما خلق الله عزوجل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم» (٢).
إلى أن قال : «الألف آلاء الله والباء بهجة الله والسين سناء الله والميم ملك الله يوم لا مالك غيره».
فيقول عزوجل : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) (٣).
ثم ينطق أرواح أنبياءه ورسله وحججه فيقولون : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (٤) فيقول جل جلاله : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٥).
ثم إن لبعضهم في الافتتاح بالباء إشارات أخر مثل ما يقال : إنه ورد أن كل ما في الكتب المنزلة فهو مندرج في القرآن ، وكل ما في القرآن ففي الفاتحة ، وكل ما في الفاتحة ففي البسملة ، وكل ما في البسملة ففي الباء (٦) المفيدة للإلصاق الدالة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢ / ٣٢٠ ، ح ٤ عن التوحيد والمعاني.
(٢) البحار : ج ٢ / ٣١٨ ، عن المعاني ، والعيون ، والأمالي ، والتوحيد.
(٣) سورة غافر : ١٦.
(٤) سورة غافر : ١٧.
(٥) سورة المؤمن : ١٧.
(٦) قال القاضي سعيد في «شرح التوحيد» ص ١٣٢ : صدر عن مولانا علي بن أبي طالب عليهالسلام : أن حقائق القرآن مندرجة في الفاتحة ، وجميع معارف الفاتحة في البسملة ، وعلوم البسملة