صخرة أطلق عليه لفظها ثمّ لمّا تبين خطاؤه وظنّ كونه طيرا أطلق عليه الطّير وهكذا فتغير الصورة الذهنيّة إنّما هو لتغيّر الشّبح في نظره فالعبرة بتغيّر الصورة الخارجيّة لا الذّهنيّة الّتي هي تابعة.
وأمّا ما أيّده به فهو بمكان من الضعف والقصور.
ثمّ انّ هذا الشيخ ذكر انّه لا يصحّ أن يكون للحقّ اسم علم يدلّ عليه دلالة مطابقة بحيث لا يفهم منه معنى آخر واستدلّ عليه بالأدلّة العقليّة الّتي مرّ الكلام مستقصى في نقلها وتزييفها.
وبالدّليل الذّوقى الّذي أطال الكلام في بيانه وحاصله أنّ الحقّ من حيث ذاته المجرّدة عن جميع التّعلقّات لا يقتضي أمرا ولا يناسبه شيء ولا يتقيّد بحكم ولا اعتبار ، ولا يتعلّق به معرفة ولا ينضبط بوجه ، وكلّ ما سمّي أو تعقّل بواسطة اعتبار أو اسم أو غيرها فقد تقيّد من وجه وانحصر باعتبار وانضبط بحكم ولا يجوز شيء من ذلك عليه سبحانه ، ولا يصحّ عليه حكم سلبّي أو ايجابيّ أو جمع بينهما أو تنزّه عنهما ، بل إدراك حقايق الأشياء من حيث بساطتها ووحدتها متعذّر ، إذ الواحد البسيط لا يدركه إلّا الواحد البسيط ، فاذا عجزنا عن إدراك حقايق الأشياء من حيث تجرّدها ، والمناسبة ثابتة بيننا من عدّة وجوه ، فعجزنا عن إدراك حقيقة الحقّ أولى وأحدى ، وعلى هذا فتسميتنا لها باسم يدل عليها بالمطابقة دون استلزامه معنى زائدا على كنه الحقيقة متعذّر ضرورة.
وتوهّم انّه يجوز أن يسمّى الحقّ نفسه باسم يدلّ على ذاته بالمطابقة ثمّ يعرّفنا ذلك الاسم فيكون هو المسمّي نفسه على ما يعلمها لا نحن.
مدفوع أوّلا بالاستقراء فانّ هذا النّوع لم نجده في الأسماء ولا نقل إلينا عن الرّسل الّذين هم أعلم الخلق بالله سيّما نبيّنا وآله صلىاللهعليهوآلهوسلم الّذينهم أعلم الرّسل وأفضلهم وأكملهم والشّاهد لهم والمهيمن عليهم مع أنّه كان يقول في دعائه : اللهم إنّى أسئلك