غير ملاحظة اتحاده مع أصله الذي هو مادّته في جوهر الحروف ، وحقيقة المعنى حسبما تسمع الكلام فيه إن شاء الله تعالى.
وللأخبار الكثيرة الدالة على ذلك ، ففي «الكافي» و «التوحيد» و «الاحتجاج» عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن أسماء الله واشتقاقها ، فقلت : الله ممّا هو مشتق؟ فقال : «يا هشام! الله مشتق من إله وإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر» (١).
وفي «التوحيد» عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «معنى الله الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه ، و «الله» هو المستور عن درك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات».
ثم قال أبو جعفر عليهالسلام : «الله معناه المعبود الذي اله الخلق عن درك ماهيّته والإحاطة بكيفية وتقول العرب : اله الرجل إذا تحيّر في الشيء ، فلم يحط به علما ، ووله إذا فزع إلى شيء مما يحذره ويخافه ، فالإله هو المستور عن حواسّ الخلق» إلى أن قال : «فمعنى قول «الله أحد» أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفية» (٢).
وفي تفسير الإمام الهمام عليه وعلى ابنه الحجّة وعلى آبائه الكرام آلاف التحية والسلام :
«الله هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق وعند انقطاع الّرجاء من كل من دونه ، وتقطّع الأسباب من جميع من سواه ، تقول بسم الله ، أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا يحقّ العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث ،
__________________
(١) البحار : ج ٤ / ١٥٧ ، ح ٢ ، عن الاحتجاج.
(٢) بحار الأنوار : ج ٣ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، ح ١٢ ، عن التوحيد.