قال العبد : الرحمن الرحيم ، يقول الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال العبد : مالك يوم الدين ، يقول الله تعالى : مجدني عبدني ، وإذا قال العبد : إياك نعبد وإياك نستعين ، يقول الله تعالى : هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل» (١).
ومراتب الأمور الدنيوية أربعة ، الملك ، والملك ، والتصرف فيهما بالمالكية والملكية ، ومراتب الأمور الأخروية أربعة : العبادة لله تعالى ، والاسترشاد به والاستعانة به في جميع ذلك وحسن الخاتمة بدوام النعمة وعدم الضلالة والنقمة ، وفاتحة الكتاب مشتملة على جميع هذه المراتب كلها.
لكنك ترى أن هذه كلها جعليات لا تخلو من تكلفات ، نعم هذه السورة الشريفة مشتملة على أصول العقائد التي لا يتطرق إليها النسخ أصلا كما لا يخفى ، ولذا سميت أم الكتاب ، أي أصله الذي لا يتغير أصلا ، بل هو أحد الوجوه أيضا في قوله : (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (٢).
ومنها : «السبع المثاني» بل ظاهر «المجمع» إطلاق كل من الكلمتين عليها (٣).
وإنما سميت بها لأنها سبع آيات اتفاقا منا ومن أهل الخلاف ، وإن ذهب بعض هؤلاء إلى عد (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) آية دون البسملة.
__________________
(١) المسند لابن حنبل ج ٢ / ٤٦٠ ، وكنز العمال ٧ / ٢٨٨ ، ح ١٨٩٢٠ ، وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب وجوب قراءة الفاتحة رقم ٣٩٥ ، وللحديث بقية في أوله وفي آخره. ورواه الطبرسي في مجمع البيان عن صحيح مسلم ، ورواه الصدوق في العيون ج ١ / ٢٣٤ ، ح ٥٩ ، وفي الأمالي : ١٤٧ ، ح ١ ، ورواه في البحار عنهما ج ٩٢ / ٢٢٦ ، ح ٣ مع اختلاف.
(٢) آل عمران : ٧.
(٣) قال في «مجمع البيان» : من أسمائها : «السبع» سميت بذلك لأنها سبع آيات لا خلاف في جملتها. و «المثاني» سميت بذلك لأنها تثني بقرائتها في كل صلاة فرض ونقل. وقيل : لأنها نزلت مرتين.