نعم ، لبعضهم أقوال أخر شاذة جدا : كالقول بكونها ستا بإسقاط البسملة (١) ، وثماني بعد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) وحدها آية (٢) وتسع آيات بعد كل من منه ومن (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) آية (٣) وسميت مثاني لأنها تثنى في ركعتي الصلاة كما روى الصدوق في العيون عن مولانا الصادق عليهالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال :
«بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إن الله تبارك وتعالى قال : يا
__________________
(١) والقائل به الحسين بن علي بن الوليد الجعفي الحافظ المقري الكوفي ، قرأ القرآن على حمزة الزيات وأتقنه ، وأخذ الحروف عن أبي عمرو بن العلاء ، ولد سنة (١١٩) ه وتوفى سنة (٢٠٣) ه ـ سير أعلام النبلاء ج ٩ / ٣٩٧ ، رقم ١٢٩.
(٢) القائل به هو عمرو بن عبيد بن باب أبو عثمان البصري المعتزلي ، كان من تلامذة الحسن البصري ولكن يكذب عليه ، وهو مطرود الفريقين ، أنظر : تنقيح ج ٢ / ٣٣٥ ، رقم ٨٧٤٩ ، قال ما ملخصه : هو معاند للحق من رؤوس الضلال.
وانظر أيضا : ميزان الاعتدال ج ٣ / ٢٧٣ ، رقم ٦٤٠٤ في ترجمة عمرو بن عبيد : قال : قال أبن معين : لا يكتب حديثه ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال الدار قطني وغيره : ضعيف.
وترجمة الخطيب البغدادي في بغداد ج ١٢ / ١٨٦ وقال : مات عمرو سنة (١٤٣) ه.
(٣) قال أبو عبد الله القرطبي محمد بن أحمد الأنصاري المتوفي (٦٧١) ه في تفسيره ج ١ / ١١٤ : أجمعت الأمة على أن فاتحة الكتاب سبع آيات إلا ما روي عن حسين الجعفي أنها ست وهذا شاذ ، وإلا ما روي عن عمرو بن عبيد أنه جعل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) آية ، وهي على عدة ثماني آيات وهذا شاذ ، وقوله تعالى : (لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر : ٨٧) وقوله تعالى في الحديث القدسي :
(قسمت الصلاة ...) يرد هذين القولين.
وقال المفسر الجليل السيد الشهيد آية الله السيد مصطفى الخميني قدسسره في تفسيره ج ١ / ٢٥ : عدد آيها بإجماع أهل الفن سبعة إجماعا مركبا لاختلافهم في البسملة أنها من السورة أم هي من القرآن أو ليست منها ، ومن أخرجها منها اعتبر الآية الأخيرة آيتين : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) آية ، و (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) آية أخرى.