محمد ، ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (١) ، فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم» (٢).
وفي تفسير العياشي عن الصادق عليهالسلام :
«إنما سميت المثاني لأنها تثني في الركعتين (٣) وفيه : عن أحدهما قال : لأن فاتحة الكتاب يثنى فيها القول» (٤).
وقيل : إنه مثنى من حيث النزول ، فإنها نزلت بمكة مرة وبمدينة أخرى.
وقيل : مثنى باعتبار أن نصفها ثناء العبد للرب ، ونصفها عطاء الرب للعبد ، كما قال : قسمت الصلاة أو فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي نصفين (٥) إلى آخر ما مر.
وقيل : إن المثاني من الثناء فإن العبد يثني فيها ربه أو الرب يثنى بها.
وقيل : لأن آياتها سبع بعدد أبواب النيران التي هي مطابقة للقوى الخمس الحاسة بإضافة النفس والبدن ، إذا ينفتح بكل منها باب إلى الجحيم ، وباب إلى
__________________
(١) سورة حجر : ٨٧.
(٢) عيون الأخبار : ج ١ / ٣٠١ ، ح ٦٠ ، والأمالي : ١٠٦ ، وعنهما البحار ج ٩٢ / ٢٢٧ ، ح ٥.
(٣) تفسير العياشي : ج ١ / ١٩ ، ح ٣ ، وعنه البحار : ج ١٨ / ٣٣٥ وج ٩٢ / ٢٣٥ ، ح ٢٣.
(٤) تفسير العياشي ج ٢ / ٢٤٩ ، ح ٣٤ ، وعنه البحار : ج ٩٢ / ٢٣٥ ، ح ٢٤.
(٥) قال الرازي المتوفي (٦٠٦) ه في مفاتيح الغيب ج ١٩ / ٢٠٧ في ذيل «سبعا من المثاني» في سورة الحجر : للناس فيه أقوال : الأول قول أكثر المفسرين وهو أنه فاتحة الكتاب وهي سبع آيات وتسميتها بالمثاني لوجوه : الأول : أنها تثنى في كل صلاة ، والثاني : لأنها يثنى بعدها ما يقرء معها ، الثالث : لأنها قسمت قسمين لما روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال :
«قال الله سبحانه : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي» الحديث مشهور.
والرابع : لأنها قسمان : ثناء ودعاء ، وأيضا النّصف الأول منها حق الربوبية وهو الثناء ، والنصف الثاني حق العبودية وهو الدعاء ، والخامس لأن كلماتها مثناة ، مثل الرحمن الرحيم ، إياك نعبد وإياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم.