الجنة ، والجنة باب ثامن ليس بإزائها باب إلى النار ، وهو الباب المفتح من العقل ، ولذا صارت أبواب الجنان ثمانية (١) إذ ليس للعقل خروج من طاعة الله ، فإن العقل على ما عرفه الإمام عليهالسلام هو ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان (٢) وأما النكراء
__________________
(١) قال الحكيم الإلهي صدر المتألهين الشيرازي المتوفي (١٠٥٠) ه في الحكمة المتعالية ج ٩ / ٣٣٠ الفصل (٢٦) في أبواب الجنة والنار : اعلم أنه وقع الاختلاف في تعيين هذه الأبواب ، فقيل : هي المدارك السبعة للإنسان وهي الحواس الخمس والحاستان الباطنتان أعني الخيال والوهم ، أحدهما مدرك الصور وثانيهما مدرك المعاني الجزئية وهذه الأبواب كما أنها أبواب دخول النيران كذلك هي أبواب دخول الجنان إذا استعملها الإنسان في الطاعات ، وبالجملة استعملها فيما خلقت لأجلها وللجنة باب ثامن مختص بها هو باب القلب.
وقيل : هي الأعضاء السبعة التي وقع التكليف بها.
وقيل : هي الأخلاق السيئة مثل الحسد ، والبخل ، والتكبر وغيرها للنار ، ومقابلاتها من الأخلاق الحسنة للجنة ، والقول الأول أولى وأوفق ...
قال الجنابذي المتوفى (١٣٢٧) ه في «بيان السعادة ج ٢ / ٤٠٢ بعد نقل الأقوال : لكن الحق والتحقيق أن الجحيم وأبوابها حقيقة موجودة في خارج هذا العالم في الملكوت السفلي ، وما ذكروا مناسبات لعدد طبقاتها وأبوابها لا أنه هي بعينها وفي الخبر : «إن للنار سبعة أبواب ، باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون ، وباب يدخل منه المشركون والكفار ، ومن لم يؤمن بالله طرفة عين ، وباب يدخل منه بنو أمية هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه وهو باب لظى وهو باب سعير .... إلخ
(٢) معاني الأخبار : ٢٣٩ ح ١ ، وفي المحاسن : ١٩٥ ح ١٥ وعنهما البحار ج ١ / ١٦ ، ح ٨ ورواه الكليني في الكافي ج ١ / ١١ ، ح ٣ ، ومتن الحديث هكذا : عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : ما العقل؟ قال : ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ، قال : قلت : والذي كان في معاوية؟ قال : تلك النكراء وتلك الشيطنة وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل.
وقال المجلسي في بيان الحديث : النكراء : الدهاء والفطنة ، وجودة الرأي وإذا استعمل في مشتهيات جنود الجهل يقال له : الشيطنة ، ولذا فسره عليهالسلام بها ، وهذه إما قوة أخرى غير العقل أو القوة العقلية ، وإذا استعملت في هذه الأمور الباطلة وكملت في ذلك تسمى بالشيطنة ولا تسمى بالعقل في عرف الشر ٦.