على أنواع شتى كلها ترجع إلى معنى واحد عند التحقيق على بعض الوجوه.
فمنها الاشتقاق العيني المشار إليه في كثير من الأخبار والأدعية المعصومية ، كما في دعاء يوم السبت المروي في «المتهجد» : «أنت الجبار تعزّزت بجبروتك ، وتجبّرت بعزتك ، وتملّكت بسلطانك ، وتسلّطت بملكك ، وتعظّمت بكبريائك ، وتشرّفت بمجدك ، وتكرّمت بجودك ، وجدت بكرمك ، وقدرت بعلوّك ، وتعاليت بقدرتك» (١).
فإنّ كلّا من هذه الصفات الجلالية والجمالية عين الأخرى ، بل الكل واحد في الحقيقة بلا مغايرة أو تعدد حقيقي أو اعتباري أو ذهني أو خارجي ، وهو الذات البحت المجرد عن جميع الاعتبارات والإضافات والشؤون والكثرات.
ولذا قال مولانا أمير المؤمنين روحنا له الفداء وعليه وعلى نفسه وذريته آلاف التحية والثناء : «وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه» (٢).
ثم لو حملنا الدعاء على ذكر الصفات الفعلية فالأمر فيه أيضا ما مر.
قال الله تعالى : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ) (٣).
ويمكن الحمل على الاشتقاق الفعلي ، وفائدة استدارة كل منها على الآخر الإشارة إلى أنّ كلّا من تلك الصفات ذاتي وفعلي كانقسام الربوبية إذ لا مربوب
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٠ / ١٤٩.
(٢) نهج البلاغة : الخطبة الأولى.
(٣) القمر : ٥٠.