وَمَا الرَّحْمنُ) (١).
وقوله : (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ) (٢).
ومن ثمّ كان مذكورا في التوراة ولذا قيل : إن عبد الله (٣) بن سلام أو غيره من اليهود قال : يا رسول الله! إنك لتقلّ ذكر الرحمن وقد أكثره الله تعالى في التوراة فنزلت : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) (٤).
لكنه لا ينبغي التأمل في عربيته ولا في اشتقاقه للأصل بمعنى الظاهر ، وقواعد الاشتقاق ، والأخبار الآتية وقولهم : وما الرحمن (٥) مثل قول فرعون : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) (٦) إنكار وتحقير وتعجيب ، ومجرد ذكره في التوراة على فرضه مع أنه غير ثابت لا يخرجه عن العربية ، ولعله في الكتاب المحرف عندهم لا المنزل من عند الله.
هذا مضافا إلى ما قيل من أن هذا اللفظ كانت مشهورة في الجاهلية عند العرب موجودة في أشعارهم كما من الشنفري (٧) :
ألا ضربت تلك الفتاة هجينها |
|
ألا قضب الرحمن ربّي يعينها |
وقال سلامة (٨) بن جندل : «وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق».
__________________
(١) الفرقان : ٦٠.
(٢) الرعد : ٣٠.
(٣) عبد الله بن سلام الإسرائيلي حليف الأنصار المتوفى سنة (٤٣) ه.
(٤) الإسراء : ١١٠.
(٥) الفرقان : ٦٠.
(٦) الشعراء : ٢٣.
(٧) هو عمرو بن مالك الشنفري : شاعر جاهلي يماني مات نحو (٧٠) قبل الهجرة ـ الاعلام : ج ٥ / ٢٥٨.
(٨) سلامة بن جندل بن عبد عمرو ، أبو مالك : شاعر جاهلي من الفرسان من أهل الحجاز ، مات سنة (٢٣ قبل الهجرة). ـ الأعلام : ج ٣ / ١٦٢.