وفي الدعاء : «ولك الحمد بجميع محامدك كلها على جميع نعمك كلها» (١).
وكم الفرق بين الثناء عليه سبحانه بما هو أهله ومستحقه مع الأغماض وقطع النظر عن الإنعام على الحامد أو غيره ، أو العدم مطلقا ، وبين مجازات نعمه الجميلة الجليلة بألسنة قصيرة وأزمنة يسيرة يحتاج شكر كل زمان منها إلى أزمنة كثيرة.
وعلى هذا فيستوعب الحمد شكر جميع الشاكرين مع الزيادة ، فإن الصفات الذاتية والنعم التي لم يصل بعد إلى أحد من المخلوقين محامد توجب الحمد لا الشكر.
قال مولانا الصادق عليهالسلام على ما رواه «الكافي» : «ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله إلا أدى شكرها» (٢).
وفي دعاء الصحيفة السجادية : «الحمد لله الذي هدانا لحمده ، وجعلنا من أهله لنكون لإحسانه من الشاكرين» (٣).
وفي «كشف الغمة» عن الصادق عليهالسلام : «إن أبا جعفر عليهالسلام فقد بغلة له ، فقال : لئن ردها الله لأحمدنه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن أتى بها بسرجها ولجامها ، فلما استوى عليها وضم عليها ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال : «الحمد لله» فلم يزد ، ثم قال : ما تركت ولا أبقيت ، شيئا جعلت كل أنواع المحامد لله عزوجل ، فما من حمد إلا وهو داخل فيما قلت» (٤).
وفي «تفسير الإمام» و «الاحتجاج» عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام أنه سئل عن
__________________
(١) البحار : ج ٩٥ / ٤١٣.
(٢) الكافي : ج ٢ / ٩٦ ، وعنه البحار : ج ٧١ / ٣٢ ، ح ٩.
(٣) صحيفة السجادية الجامعة : ص ٢٠٩ ، دعائه عليهالسلام إذا دخل شهر رمضان.
(٤) كشف الغمة : ج ٢ / ٣١٩ ، وعنه البحار : ج ٤٦ / ٢٩٠ ، ح ١٥ ، وأخرجه ابن طلحة في مطالب السؤول : ص ٨١ ، وأبو نعيم في الحلية : ج ٣ / ١٨٣ بتفاوت.