ألف سنة ، فتسير باللواء والحسن عن يمينك ، والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة ، ثم ينادي مناد من عند العرش : نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، ألا وإني أبشرك يا علي إنك تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وتحيى إذا حييت (١).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة.
والإشارة الإجمالية أنك قد سمعت أنّ الحمد الحقي الفعلي هو الحقيقي الذاتي الذي هو المشية الكلية ، والحقيقية المحمدية ، واسمه في السماء أحمد ، وفي الأرض محمد كما في الخبر يعني أن اسمه في سماء الرفعة والوجود والإقبال والاستفاضة هو احمد بزيادة الألف في أوله للإشعار إلى مقام الإقبال وشدة التوجه والتجريد والانغماس في بحر التوحيد ولذا أفاد معنى التفضيل فإنه خير مظهر ومظهر أول المحامد الربانية فظهر به مجده وثنائه ، وتجلى فيه قدسه وبهاؤه ، تجلى له ربه فأشرق ، وطالعه فتلألأ ، وألقى في هويته مثاله فأظهر عنه أفعاله.
وفي أرض الانوجاد والإمكان والإدبار والإفاضة على غيره هو محمّد بزيادة الميمين إشارة إلى المقام المخصوص به صلىاللهعليهوآلهوسلم دون علي عليهالسلام وهو طوافه حول جلال القدرة ثمانين ألف سنة.
كما في خبر جابر الأنصاري عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في تفسير قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (٢) ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ابتدعه عن نوره واشتقه من جلال عظمته ، فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثم سجد لله تعظيما ، ففتق منه نور علي ، فكان نوري محيطا
__________________
(١) أمالي الصدوق ص ١٩٥ وعنه البحار ج ٨ ص ١ ح ١.
(٢) آل عمران : ١١٠.