بالعظمة ، ونور علي محيطا بالقدرة ، ثم خلق العرش واللوح والشمس» (١) الخبر وقد مر الكلام في بيان الخبر فلاحظ.
فنبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم مشتق من الحمد على الوجهين بالاشتقاق اللفظي والمعنوي ليطابق الظاهر الباطن ، بل هو مشتق من اسمه سبحانه الحميد والمحمود بالاشتقاق المعنوي ، فهو العزيز الحميد ، وهذا محمد.
وفي الخبر : «أنا المحمود وأنت محمد شققت لك اسما من اسمي» (٢).
وإليه أشار أبو طالب (رضي الله عنه) في قصيدته في مدح النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
ألم تر أن الله أرسل عبده |
|
ببرهانه والله أعلى وأمجد |
وشقّ له من اسمه ليجله |
|
فذو العرش محمود وهذا محمّد (٣) |
فالحمد والثناء كله لله وبالله ومن الله إلا أنه ليس في مرتبة ذاته الأحدية المجردة الذي ليس له اسم ولا رسم ولا وصف ولا نعت ، بل إنما هو في مرتبة فعله ، وفعله حادث ليس معه قديما بالقدم الأزلية سبحانه له القوة القوية والقدم الأزلية ، بل القدم المضاف إلى الفعل إنما هو القدم في عالم الإمكان وفي صقع الوجود المطلق والمشية الكلية والحقيقية المحمدية.
كما في الخطبة الغديرية الأميرية على ما رواه شيخنا أبو جعفر الطوسي رحمهالله في «المتهجد» بالإسناد عن مولانا الرضا عليهالسلام وفيها : «وأشهد أن محمدا عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم ...
إلى قوله عليهالسلام : «وأن الله اختص لنفسه بعد نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم من بريته خاصة علاهم بتعليته وسما بهم إلى رتبته وجعلهم الدعاة بالحق إليه ، والأدلاء بالإرشاد إليه لقرن
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢٥ ص ٢٢ ح ٣٨.
(٢) أمالي الصدوق ص ٢١٣ وعنه البحار ١٨ ص ٣٣٨.
(٣) بحار الأنوار ج ١٦ ص ١٢٠ وقيل : الشعر لحسان.