أن يقال : إنه يحتمل الإنشاء والإخبار.
وعلى كل من الوجهين إما بتقدير القول وما معناه ، كاحمدوا وأشكروا ونحوهما ، أولا ، فالاحتمالات أربعة.
فعلى الإنشاء هو إنشاء من الله لحمد ذاته بذاته فيتحد الحامد والمحمود والحمد ، وإن كان في مقام الواحدية لعدم إيجابه التغاير أو بفعله فيتغاير الحمد الحامد والمحمود.
ويؤيد الإنشاء على الوجهين أو على الوجه الثاني خاصة قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (١) إشارة إلى ذلك إذ هو مع ظهوره في كون الثناء منه سبحانه ، ظاهر في الإنشاء أيضا ، وإن أوجب ذلك تعليم غيره أيضا ، فإنه لا يوجب انحصار الفائدة فيه ، وعلى فرضه لا يستلزم أن يكون الكلام مسوقا على وجه الأمر.
وعلى الثاني لا بد من إضمار ، وأنسبه على ما قيل : لفظ القول لاقترانه في مواضع كقوله : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) (٢) (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) (٣) (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ) (٤).
فالمعنى قولوا : الحمد لله.
أو أنه حمد من الله على لسان عبده كقوله : «سمع الله لمن حوله».
وعلى الإخبار إخبار منه سبحانه بأن المحامد كلها منه ، وله ، فهو المختص
__________________
(١) الإقبال ص ٤٧ ـ ٥٧ وعنه البحار ج ٩٧ ص ٣٢٨ وفيه / لا أحصي الثناء عليك ولو حرصت ، وأنت كما أثنيت على نفسك سبحانك وبحمدك.
(٢) الإسراء : ١١١.
(٣) النمل : ٩٣.
(٤) النمل : ٥٩.