نعم ربما يقال : إن الوهم الذي ردّه صاحب «الكشاف» هو كون الاستغراق معنى تعريف الجنس لا كونه مستفادا من المعرف بلام الجنس على الشمول والإحاطة.
بل في بعض حواشي «الكشاف» استنباط القول عن ذلك حيث قال : أنه توهم كثير من الناس أن معنى تعريف الجنس هو الاستغراق.
قال : ويبطله أن الاستغراق قد يتحقق في النفي والإثبات وليس معه تعريف أصلا كما في «لا رجل وتمرة خير من جرادة».
أقول : وهذا بمعزل عما يستفاد من ظاهر العبارة على ما فهمه الناظرون في كلامه أن تعريف الجنس بالاستغراق لم نعرفه من أحد فضلا من أن يعزى إلى توهم كثير من الناس.
وكأنه إنما دعاهم إلى توهم القول والنسبة مجرد تصحيح العبارة وهو كما ترى.
وأما الخلط بين الاستغراق وتعريفه فقد مرت الإشارة إليه.
نعم ، عن الزركشي (١) : «يشبه أن يكون مراد الزمخشري أن المطلوب من العبد إنشاء الحمد لا الإخبار به ، وحينئذ يستحيل كونها للاستغراق إذ لا يمكن للعبد أن ينشئ جميع المحامد منه ، ومن غيره بخلاف كونها للجنس وفيه نظر.
__________________
(١) الزركشي : محمد بن عبد الله بن بهادر الفقيه الأصولي المحدث الشافعي المتوفى (٧٩٤) ه ـ حسن المحاضرة : ج ١ / ٢٤٨.