الأفاعيل إلى قوى طبيعية غير شاعرة ، كما صدر عن بعض متأخري الفلاسفة المتشبثين بأذيال أو ساخ الدهرية والطباعية.
ولعل من أمعن النظر في كلمات قدماء الفلاسفة يعلم أنه لا خلاف بينهم في ذلك ، بل هم موافقون للشريعة الحقة في إثبات هذه الأنوار المجردة الفلكية والأرضية المسماة بالملائكة ، وستسمع إن شاء الله تمام الكلام في المقام في ذكر قصة نبينا آدم عليه الصلاة والسلام.
ومما يظهر النظر في كثير مما أسلفنا منهم من الكلام والله ولي الفضل والإنعام.
وأما المذهب المحكي عن أفلاطون فقد اختلفوا في تأويل كلامه ، وبيان مرامه على أقوال كثيرة.
فعن الفارابي الملقب عندهم بالمعلم الثاني في مقالته المسماة بالجمع بين الرأيين : أن مراده من المثل هي الصور العلمية القائمة بذاته تعالى علما حصوليا لأنها باقية غير داثرة ولا متغيرة وإن تغيرت وزالت الأشخاص الزمانية والمكانية.
وعن شيخهم الرئيس أن المراد منها وجود الطبائع النوعية في الخارج أي الكلي الطبيعي للأشخاص وهو الماهية لا بشرط شيء ، فحكموا بوجود الماهيات المجردة عن العوارض في الخارج بناء على وجودها بعين وجود أشخاصها ، مع عوارضها ولواحقها المادية وجودا متكثرا في العين ، متوحدا في الحد والنوع.
وعن شيخ الإشراق أنها عبارة عن سلسلة الأنوار العقلية الغير المترتبة في العلية النازلة في آخر مراتب العقول فيصدر منها أنواع الأجسام البسيطة فلكية كانت أو عنصرية والمركبة حيوانية كانت أو نباتية أو جمادية.
وعن بعضهم أنها الأشباح المثالية المقدارية الموجودة في عالم المثال الذي هو المتوسط بين عالم المفارقات وعالم الماديات ، وحمله الصدر الأجل الشيرازي