متعين بالتعريف أو منتشر بالتنكير ، ويمكن تأييده بما في تفسير الإمام عليه الصلاة والسلام قال عليهالسلام (رَبِّ الْعالَمِينَ) يعني مالك العالمين وهم الجماعة وفي بعض النسخ الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات (١) إلى آخر ما مر في تفسير الرب.
ولعلّ الخطب فيه سهل فإنّ تربية الكل مشتمل على تربية جميع الأجزاء والجزئيات ، والبحث في صدق العالم من العالمين على كل فرد من الأجناس هيّن جدّا ، نعم لو كان المراد بالعالم مجموع ما سوى الله كان مع العالمين متحدا في المصداق حينئذ.
ولذا قيل : إن العالم والعالمين كعرفة وعرفات ، فإنّ عرفات جمع بحسب الصيغة واللفظ لا بحسب المعنى والحقيقة إذ لم يستعمل إلا علما ، ولم يوجد له واحد ، وعرفة ليس واحد عرفات ، لأن مدلولهما واحد ، إذ ليس ثمّة أماكن متعددة كل منها عرفة حتى يقال : إنها جمعت على عرفات ، فالعالم إذا أريد به المجموع من حيث المجموع فليس هناك غيره شيء من الأفراد حتى يجمع على العالمين ، فهو جمع لفظا لا معنى.
وفي «القاموس» : العالم الخلق كله أو ما حواه بطن الفلك ولا يجمع فاعل بالواو والنون غيره ، وغير ياسم (٢).
وربما يقال : إن العالم اسم لذوي العلم من الملائكة والثقلين وتناوله لغيرهم على سبيل الاستتباع ، ولعله من باب استعمال الفاعل بالفتح في معنى الفاعل بالكسر ، لكنه غير معهود ، بل غير صحيح سيما مع أن المفتوح لم يستعمل إلا في
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ١١.
(٢) يقال : الياسمون والياسمين : نبات زهرة طيب الرائحة.