الغيب المطلق ، وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية ، لابتنائه على رأيهم الفاسد الكاسد من وحدة الوجود ، والغيب المطلق مما لا اسم له ولا رسم ، والحضرة العلمية ليس فيها شيء ، والأعيان الثابتة غير ثابتة عندنا ، بل معها ينثلم التوحيد.
بل على الوجه المستفاد من طريق أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وهو أن الحضرة الأولى هي الحضرة المشية ، وهو الغيب المطلق وعالمها عالم الجبروت والرحموت ، وتقابلها عالم الشهادة المطلقة المعبر عنها بعالم الملك والناسوت ، وحضرة الغيب المضاف.
وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب إلى الغيب المطلق ، وعالمها عالم العقول والنفوس ، والأرواح الملكوتية المجردة من التعلقات الذاتية بالمواد الناسوتية.
وإلى ما يكون أقرب إلى الشهادة ، وعالمها عالم المثال ، وهو المقادير المجردة عن المواد حسب ما يأتي إليه الإشارة.
وأما الخامسة فهي الحضرة الجامعة للحضرات الأربعة المذكورة ، وعالمها عالم الإنسان الجامع لجميع العوالم ، وما فيها حسب ما سمعت إشارة إلى تعدد العوالم ، وقد استفاضت الأخبار بل تواترت بتعدد العوالم وتكثرها وترتبها في السلسلة الطولية والعرضية ، بل يستفاد من بعضها أنّ هذا العالم الجسماني المحاط بالجسم الأعظم المسمى بمحدّد الجهات بما فيه من البسائط والمركبات ، وما تعلق به من الأرواح والقوى عالم من تلك العوالم الكثيرة التي أنهاها بعض الأخبار إلى ألف ألف عالم ، كما أنّ أبانا أبا البشر وذريته آدم من أولئك الآدميين الألف ألف.
ففي «الخصال» و «التوحيد» عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن