«ما ورائه (١) أربعون دنيا ، كل دنيا مثل هذه الدنيا أربعين مرة».
فقلنا : كيف علمك بذلك؟
فقال عليهالسلام : كعلمي بهذه الدنيا ومن فيها وبطرق السماوات والأرضين» (٢).
وعن ابن عباس عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : إن من وراء هذه الآفاق عالما لا يصل إليه أحد غيري ، وأنا المحيط بما وراء ، وعلمي به كعلمي بدنياكم هذه ، وأنا الحفيظ الشهيد عليها ، ولو أردت أن أجوب الدنيا بأسرها والسموات السبع والأرضين في أقل من طرفة عين لفعلت ، لما عندي من الاسم الأعظم ... إلخ» (٣).
فقبة أبينا آدم هي محدد الجهات المحيط بجميع أجسام هذا العالم ، ولكونه بحركته بجميع أجسام هذا العالم ، ولكونه بحركته الدورية وعاء للزمان عبر عنه بقبة الزمان على بعض الوجوه في دعاء السمات ، حيث قال : وبمجدك الذي ظهر لموسى بن عمران على قبة الزمان (٤) ـ بناء على قراءته بالزاي المعجمة ـ.
وإنما قلنا : على بعض الوجوه لأن فيها وجوها أخر على هذه القراءة ، إذ قد فسرت بالمساجد وبيوت الأنبياء ، وبيت المقدس ، وبالقبة التي بناها موسى وهارون على التيه بأمره تعالى فكان معبدا لهم.
قيل : وقد تكرر ذكر هذه القبة في التوراة.
__________________
(١) في «نفس الرحمن في فضائل سلمان» : قال عليهالسلام : «ورائه ما لا يصل إليكم علمه» ، فقلنا : تعلم ذلك يا أمير المؤمنين عليهالسلام؟ فقال عليهالسلام : «علمي بما ورائه كعلمي بحال هذه الدنيا وما فيها ... إلخ».
(٢) نفس الرحمن للنوري : ص ٤٧١ ـ ٤٧٦ ، ورواه البحراني في «مدينة المعاجز» عن «منهج التحقيق».
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٧ / ٣٣٦ ، ح ٢٦.
(٤) مصباح المتهجد ـ البلد الأمين : ص ٩١ ، جمال الأسبوع : ص ٣٢٣ ، وعنهما البحار : ج ٩٠ ، ص ٩٦.