محمد بن سيرين من أنه كان يتعوذ بعد القراءة (١) ، بل ربما يحكى عن النخعي (٢) ، وداود الأصفهاني أيضا ، لكونها شرط المطلوبية في ظاهر الآية وهو متقدم على المشروط.
وفيه أن المراد إرادة القراءة فوضعوا الفعل مقام إرادته والتهيؤ له ، على حد قوله : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) (٣) وإذا لقيت العدو فخذ سلاحك ، ويعضده تظافر الروايات من الخاصة والعامة على تقديمه ، كالمروي عن أبي سعيد الخدري (٤) عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه كان يقول قبل القراءة : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (٥).
بل في تفسير العسكري عليهالسلام وغيره ما يدلّ على تفسير الآية بهذا الوجه أيضا ، قال : وأما قوله الذي ندبك الله وأمرك به عند قراءة القرآن : أعوذ بالله ، الخبر بطوله (٦).
__________________
في عصره في المعقول والمنقول والفقه والأصول ، ولد سنة (٦٤٨) ه وتوفي سنة (٧٢٦) ه قدس الله روحه.
(١) منتهى المطلب ج ١ ص ٢٩٦.
(٢) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود أبو عمران النخعي الكوفي ، كان فقيه العراق في عصره وله مذهب ، ولد سنة (٤٦) ه ، وتوفي سنة (٩٦) ه. ـ الأعلام ك ج ١ / ٧٦.
(٣) سورة المائدة : ٦.
(٤) هو أبو سعيد الخدري سعيد بن مالك بن سنان الخزرجي ، صحابي كان من ملازمي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، له (١١٧٠) حديثا ، ولد سنة (١٠) قبل الهجرة ، وتوفي بالمدينة سنة (٧٤) ه. ـ الأعلام : ج ٣ / ١٣٨.
(٥) قال الشوكاني محمد بن علي اليماني المتوفى سنة (١٢٥٠) ه في «نيل الأوطار» ج ٢ / ٢١٣ : عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة استفتح ثم يقول : «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزة ونفخه ونفثه» ، رواه أحمد والترمذي.
(٦) تفسير الإمام عليهالسلام : ص ١٨.