ومثله من الوجهين للدّخول عن الرّوض وغيره ، بل يمكن استظهاره من بعض الأخبار والفتاوى في حكم من سافر إلى أربعة فراسخ فصاعدا حيث أرادوا باليوم ما يشمل اللّيلة ، وفي بعض أخبار ناوى الإقامة عشرة أيّام ذكر العشر بدون التّاء مع حذف التّمييز ، ومع كلّ ذلك فللتّأمّل في هذا مسألة مجال واسع وتمام الكلام في الفقه.
ورابعها اليوم الملكوتي ويعبّر عنه باليوم الرّبوبى اقتباسا من قوله تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (١).
خامسها : اليوم الجبروتى المعبّر عنه بالأيّام الإلهيّة المشار إليها بقوله : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٢).
والتّعبير بالرّبوبي والإلهى إنّما هو لمجرّد الإشارة والتّمييز ، وإلّا فمن الواضح أنّه عند ربّك لا صباح ولا مساء ، وحديث الزّمان منقطع هناك رأسا بل لا ذكر الزّمان في عالم الدّهر الّذي هو وراء النّفوس والعقول فضلا عن السرمد فما ظنك بالأزل جلّت عظمته.
وهذان اليومان في القرآن لعلّهما إشارتان إلى الوعائين المتقدّمين على الزّمان فإنّ الأزل غير داخل في الأوعية رأسا بل هو عين الذّات ، بلا مغايرة حقيقيّة أو اعتباريّة ، وهو عين الأبد فأوليّته عين آخريّته ، وآخريّته عين أوّليّته ، وهما عين الذّات بلا مغايرة أصلا ، وإلّا لزم التّعدد المحال مضافا إلى استلزامه لما هو المستحيل أيضا من الظّرفيّة والشّمول والإحاطة والافتقار فأوّليّته وسبقه على الأشياء ليست بالزّمان ولا بالامتداد الموهوم كما ربما يختلقه بعض الأوهام ولا
__________________
(١) سورة الحج : ٤٧.
(٢) المعارج : ٤.