وقال أحمد (١) : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
وقال الحسن (٢) بن صالح بن حي : أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم.
واحتجوا بقوله : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣).
والأخير ليس بداخل في الأمر بالاستعاذة ، بل خبر بعده ، والأمر قبله (٤).
وفي «التيسير» : أن المستعمل عند الحذّاق من أهل الأداء في لفظها «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» دون غيره لموافقه الآية ولما رواه نافع (٥) بن جبير بن مطعم ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه استعاذ بهذا اللفظ بعينه (٦).
بل في «شرح الشاطبية» عن ابن مسعود أنه قرأ على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أعوذ بالله السميع العليم ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (٧).
__________________
(١) هو أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني إمام المذهب الحنبلي ، ولد ببغداد سنة (١٦٤) ه وتوفي سنة (٢٤١) ه. ـ الأعلام : ج ١ / ١٩٢.
(٢) الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي من زعماء الفرقة البترية من الزيدية ، ولد سنة (١٠٠) ه وتوفي بالكوفة سنة (١٦٨) ه. تهذيب التهذيب : ج ٢ / ٢٨٥.
(٣) سورة فصلت : ٣٦.
(٤) تذكرة الفقهاء : ج ١ / ١١٤.
(٥) نافع بن جبير بن مطعم أبو عبد الله التابعي ، وثقه العجلي وأبو زرعة وابن خراش ، روى عن أبيه ، والزبير بن العوام ، والعباس بن عبد المطلب وعثمان بن أبي العاص ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وآخرين ، توفي سنة (٩٩) ه ، ووالده جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف أبو محمد المدني أسلم قبل حنين أو يوم الفتح ، وله ستون حديثا وتوفي بالمدينة سنة (٥٩) ه تهذيب التهذيب : ج ١٠ / ٤٠٤ ، وخلاصة تهذيب الكمال : ج ١ / ١٦١.
(٦) التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو عثمان بن سعيد المدني ص ١٧ ، ط إستانبول ، وما رواه عن نافع أخرجه أحمد بن حنبل في «المسند» : ج ٤ / ٨٠ ، والحاكم في «المستدرك» : ج ١ / ٢٣٥ ، ولكنه ليس بعين اللفظ ، بل لفظه هكذا : «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم».
(٧) عوالي اللئالي : ج ٢ / ٤٧ ، ح ١٢٤.