مناسككم» (١) ، مع دلالة بعض الأخبار عليه ، وقيام الإجماع به نقلا بل تحصيلا ، فلا يلتفت إلى ما يحكى عن الشافعي في أحد قوليه وعن ابن سيرين من استحباب التعوذ في كل ركعة ، نظرا إلى صدق القراءة في كل منها ، وهو على فرضه يجب الخروج عنه لما سمعت ، مضافا إلى ما روي من طريق الجمهور عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه كان إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بقراءة الحمد (٢).
ثم إنه قد اختلف أهل العلم في كيفيتها وفي أن المندوب هل هو الجهر بها أو الإخفات.
فالمشهور بين الأصحاب بل بين المخالفين أيضا أن صورتها «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
قال في «التذكرة» : وبه قال أبو حنيفة (٣) ، والشافعي (٤) لأنه لفظ القرآن.
وقال الثوري ، وابن سيرين : يزيد بعد ذلك : إن الله هو السميع العليم.
__________________
مالك بن الحويرث أبي سليمان أتى إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو وصاحب له فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لهما : «إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما وليؤمكم أكبركما وصلوا كما تروني أصلي».
(١) السنن الكبرى للبيهقي : ج ٥ / ١٢٥.
(٢) رواه الحاكم في «المستدرك» ج ١ / ٢١٥ قال : عبد الواحد بن زياد حدثنا عمارة بن القعقاع ، حدثنا أبو زرعة عن أبي هريرة قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا نهض في الثانية استفتح بالحمد لله رب العالمين ولم يسكت». هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا.
(٣) هو النعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفي إمام الحنفية ، قيل : أصله من الفرس ، ولد بالكوفة سنة (٨٠) ه وتوفي ببغداد سنة (١٥٠) ه ، وله «مسند» في الحديث مطبوع. ـ الأعلام : ج ٩ / ٤.
(٤) هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي ، إمام الشافعية ، ولد في غزة بفلسطين سنة (١٥٠) ه وتوفي بمصر سنة (٢٠٤) ه ، وقبره معروف بالقاهرة وله مصنفات أشهرها «الأم» في الفقه مطبوع في سبع مجلدات ـ طبقات الشافعية : ج ١ / ١٨٥.