قال في «المنتهى» (١) : وهو مذهب علماءنا وهو قول عطاء والحسن (٢) والنخعي والثوري (٣) ، لأن القصد هو التعوذ من الوسوسة ، وهو حاصل في أول الركعة.
ولأن الصلاة كالفعل الواحد ، فيكفي الاستعاذة الواحدة كالتوجه.
هذا مضافا إلى استمرار الطريقة عليه ، وكونه المعهود من فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام بعد كون العبادات توقيفية يلزم أخذها من صاحب الشريعة سيما بعد قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» (٤) ، و «خذوا عنّي
__________________
(١) منتهى المطلب : ج ١ / ٢٧٠ ، وهكذا قال ابن منذر النيسابوري في «الأوسط» ج ٣ / ٨٩ : اختلفوا في الاستعاذة في كل ركعة فقالت طائفة يجزيه أن يستعيذ في أول ركعة كذلك قال النخعي والحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري وفيه قول ثان وهو أن يستعيذ في كل ركعة هكذا قال ابن سيرين ، وقال الشافعي وقد قيل : إن قاله يعني الاستعاذة في كل ركعة قبل القراءة فحسن ولا آمر به في شيء من الصلاة أمري به في أول ركعة ، قاله في كتابه «الأم» ج ١ / ١٠٧.
(٢) هو الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري ، سبيت أمه من ميسان وهي حامل به وولدته بالمدينة سنة (٢١) ه وقيل : كانت أم سلمة تبعث أم الحسن في الحاجة فيبكي وهو طفل فتسكته أم سلمة بثديها ، وشب في كنف أمير المؤمنين عليهالسلام ، واستكتبه الربيع بن زياد والي خراسان في عهد معاوية ، وسكن البصرة إلى أن توفي بها سنة (١١٠) ه وهو عندنا غير مرضي لورود مطاعن شديدة فيه عن أهل البيت عليهمالسلام ، قال المؤلف في منظومته «نخبة المقال» :
فالحسن البصري مبغض الولي* قد ساءه جهاده فليخذل
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : قيل : وممن كان يبغض عليا عليهالسلام ويذمه الحسن البصري ـ. بهجة الآمال في شرح زبدة المقال : ج ٣ م ٦٩.
(٣) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، ولد بالكوفة سنة (٩٧) ه ، كان محدثا فقيها سكن مكة والمدينة ومات بالبصرة سنة (١٦١) ه.
(٤) صحيح البخاري بشرح ابن حجر وتحقيق عبد الباقي ج ٢ / ١١١ ، ح ٦٣١ ، وصحيح مسلم بتحقيق عبد الباقي ج ١ / ٢٩٣ ، ورواه أحمد في «المسند» ج ٥ / ٥٣ بلفظ آخر قال : عن