القدرة مع الفعل ، بل يمكن أن يقال : إنّ فيها دلالة على تقدّم القدرة على الفعل ، وكونها من العبد ، خلافا للأشعرى في المسئلتين ، نظرا إلى أنّ في طلب المعونة دعوى ضرب من الاستطاعة والاستقلال ، كما في قول ذي القرنين : (ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) (١) فكأنّه يقول : إنّك قد أعطيتنى قوّة أقتدر بها على تحصيل مقاصدي ومآربى في الدنيا والآخرة لكنّي غير مستغن عن لطفك ومعونتك وإمدادك وإبقاء قوّتك.
هذا مضافا الى أنّه نسب طلب المعونة الى نفسه فهو فعل منه ، والمطلوب حصول المعونة قبل المستعان فيه لاقتران الإجابة بالسؤال.
__________________
(١) الكهف : ٩٥.