فيقبل الثناء ويجيب الدعاء.
ومنها : اشتمال الدعاء على الاستشفاء والتوسّل بمحمد وآله الأطهار عليهمالسلام فإنّه يوجب الإجابة.
ولذا قال مولينا الصادق عليهالسلام : من كانت له الى الله عزوجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمّد وآله ثم يسئل حاجته ثم يختم بالصلوة على محمد وآل محمّد ، فإنّ الله عزوجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط ، إذ كانت الصلاة على محمّد لا تحجب عنه (١).
وستسمع أنّ المراد بالصراط المستقيم هو ولاية مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام فطلب الهداية إليه استشفاع بهم ، وتوسّل الى الله تعالى بولايتهم ، وكما أنّه دعاء لاستفاضة جميع المؤمنين بهم كذلك دعاء لهم بإفاضة ربّ العالمين من فيوضه على المؤمنين أجمعين بسبب ولاية أهل البيت وفجتهم صلوات الله عليهم.
وهو حقيقة الصلوات المأمور بها ، فإنّه من الصلة ، أو الوصل ، واختتام الدعاء ينبغي أن يكون بالصلوات عليهم حتى يكون الختام مسكا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وممّا مرّ يظهر وجه العدول من الضمير المفرد الى الجمع.
مضافا الى أنّ الأرض لا تخلو أبدا من حجّة ووليّ ممّن يستجاب له ، ولا يردّ دعائه ، فإذا عمّ الدعاء استجيب لغيره أيضا ممّن لا يحقّ له ذلك.
مع أنّه إذا كان الداعي هو العالي فينبغي أن يقترن بالداني اقترانا إفاضية ومعيّة اشراقيّة ، وإذا كان الداعي هو الداني فلا بدّ له من معيّة استفاضيّة استشفاعيّة.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٣ / ٣١٦.