الجامعة وغيرها من الزيارات والأدعية والاخبار المشتملة على غرائب أحوالهم عليهمالسلام على وجه التسليم والقبول ثمّ إذا سمعوا منك شيئا من فضائلهم سلقوك بألسنة حداد ، وقالوا : هذا غلوّ وإلحاد ، وأعجب منه أنّي رأيت غير مرّة بعض الشعراء قد انشد القصائد الغراء في مدح بعض العلماء الأجلّاء ، وذكر فيها ان القدر نافذ بإذنك والقضاءها وبأمرك وغيره ممّا يساوق هذا المعنى فقرأها عليهم في محضرهم فسكتوا عنه بل اطروا في الثناء عليه ، وأحضروا الجوائز بين يديه ، وإذا سمعوه في حقّ مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام زعموا العالي غاليا والقالي مواليا فبادروا في الإنكار عليك أو همّوا وحسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصمّوا ، وممّا يحضرني الآن من الأشعار الّتي أنشدوها في مدح هؤلاء الفضلاء هذا :
دست تو رازق است وضمير تو غيب دان |
|
بى دعوى خدائى ولاف پيغمبرى |
فان قلت : إنّ الوساطة والبابيّة في مثل الشؤون المتقدّمة وان كانت ثابتة لهم للأخبار وغيرها الّا أنّ ذلك لا يسمّى خلقا ورزقا ، ولا فاعله خالقا ورازقا ضرورة عدم استقلاله في شيء من ذلك ، ومن البيّن اعتبار الاستقلال والتأصّل في مفهوم اللفظين وغيرهما يأبى عن صدقه على غيره سبحانه.
قلت : مع الغضّ عن رجوع ذلك إلى الوضع اللفظي الذي لا ينبغي البحث فيه لا ريب في إطلاق الخلق والرزق في حقّ غيره سبحانه في الآيات وغيرها كخلق المسيح ، والسامرىّ ، والملكين الخلّاقين ، وحسبك في ذلك ملاحظة التفضيل المثبت للشركة في قوله : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١) سيّما بعد ما ورد في تفسيره عن مولينا الرضا عليهالسلام أنّه سئل أو غير الخالق الجليل خالق؟ فقال : إنّ الله
__________________
(١) المؤمنون : ١٤.