على عنادها في مثل هذه الأزمنة ، كما نبّه عليه الشيخ سليمان (١) صاحب «المعراج» وغيره من الأجلّة فإنّ العلامة حكى في «الخلاصة» عن الشيخ أبى جعفر الطوسي قدسسره انه كان يذهب إلى مذاهب الوعيدية ، وهو وشيخة المفيد إلى أنّه تعالى لا يقدر على غير مقدور العبد كما هو مذهب الجبائي (٢) والسيّد المرتضى رضى الله عنه إلى مذهب البهشميّة من أن إرادته تعالى عرض لا في محلّ.
والشيخ الجليل ابو سهل إسماعيل النوبختي (٣) الى جواز اللذة العقلية عليه سبحانه ، وانّ مهيته تعالى معلومة كوجوده ، وماهيّته الوجود المعلوم ، وأنّ المخالفين يخرجون من النار ولا يدخلون الجنّة.
ومحمّد بن ابى عبد الله الأسدي (٤) إلى الجبر والتشبيه ، والصدوق ، وشيخة ابن الوليد ، والطبرسي في مجمع البيان إلى جواز السهو على النبي عليهالسلام وغير ذلك ممّا يطول به الكلام.
ومن ذلك ما مرّ في السؤال من إنكار عالم الذرات ، بل إنكار سبق خلق الأرواح على الأبدان كما ذهب إليه الشيخ المفيد والسيّد المرتضى وغيرهما ، لكن المتتبع المطلع على أخبار الأئمة الاطهار يعلم أنّ إثباتهما كان من ضروريات
__________________
(١) هو الشيخ سليمان بن عبد الله بن على البحراني المتوفى (١١٢١) ه وكتابه معراج أهل الكمال الى معرفة الرجال شرح لفهرست شيخ الطائفة لم يتمّ بل خرج منه حرف الألف والباء والتاء فقط ـ الذريعة ج ٢١ ص ٢٢٨.
(٢) هو عبد السلام بن محمّد بن عبد الوهّاب أبو هاشم الجبّائى من شيوخ المعتزلة توفّي سنة (٣٢١) ه ـ معجم المؤلفين ج ٥ ص ٢٣٠.
(٣) هو إسماعيل بن على بن إسحاق أبو سهل النوبختي المتكلم الامامى البغدادي المعاصر لأبى القاسم الحسين بن روح السفير للإمام عليه أفضل الصلاة والسلام.
(٤) هو محمد بن أبى عبد الله جعفر بن محمد بن عون الأسدى الرازي الامامى الثقة ، روى عنه الكليني المتوفى (٣٢٩) ه كثيرا.