مذهب الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
ولذا قال شيخنا المجلسي بعد نقل جملة منها في جامعة بحار الأنوار وحكاية هذا القول عنهم أنّ طرح هذه الأخبار بأمثال تلك الدلائل الضعيفة والوجوه السخيفة جرأة على الله وعلى أئمّة الدين ، ولو تأمّلت فيما يدعوهم إلى ذلك من دلائلهم وما يرد عليها من الاعتراضات الواردة لعرفت أنّ بأمثالها لا يمكن الاجتراء على طرح خبر واحد فكيف يمكن طرح تلك الاخبار الكثيرة الموافقة لظاهر الآية الكريمة بها وبأمثالها (١). انتهى.
على أنّ الشيخ المفيد مع غاية مبالغته في إنكار الأمرين لمّا لاحظ صحّة أخبار الباب وقوّة دلالتها ألجأه ذلك إلى أن قال : والصحيح من حديث الأشباح الرواية الّتي جاءت عن الثقات بان آدم عليهالسلام راى على العرش أشباحا فسئل الله تعالى عنها ، فأوحى اليه أنّها أشباح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم ، وأغلمة أن لو لا الأشباح الّتي راها ما خلقه ، ولا خلق سماء ولا أرضا.
والوجه فيما أظهره الله تعالى من الأشباح والصّور لآدم أن دلّه على تعظيمهم وتبجيلهم ، وجعل ذلك إجلالا لهم ، ومقدمة لما يفترضه من طاعتهم ودليلا على أن مصالح الدين والدنيا لا تتم الّا بهم ، ولم يكونوا في تلك الحال صورا مجيبة ، ولا أرواحا ناطقة لكنها كانت على مثل صورهم في البشريّة يدلّ على ما يكونون عليه في المستقبل في الهيئة والنور الّذى جعله عليهم يدلّ على نور الدين بهم وضياء الحق بحججهم ، وقد روى أنّ أسماءهم كانت مكتوبة إذ ذاك على العرش وأنّ آدم عليهالسلام لمّا تاب إلى الله عزوجل وناجاه بقبول توبته سئله بحقّهم عليه ومحلّهم عنده
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥ / ٢٦٧.