الكلمة لتنصرف على سبعين وجها من كلّها المخرج ، فانّهم لا يعدّون الرجل من شيعتهم حتّى يلحن له فيعرف اللحن ، وانّ حديث آل محمّد صعب مستصعب لا يحتمله الّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان (١).
فإنّ من الملئكة مقرّبين وغير مقرّبين ، ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، فعرض ولايتهم على الملئكة فلم يقرّبه الّا المقرّبون ، وعرض على الأنبياء فلم يقرّبه إلّا المرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقرّبه الّا الممتحنون (٢).
بل من أخبارهم وأحوالهم ما لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، قيل فمن يحتمله قال عليهالسلام نحن نحتمله (٣).
وفي خبر آخر : من شئنا (٤).
ولذا كان لأخبارهم وأسرارهم مراتب مختلفة : منها ، ما لا يحتمله غيرهم ، ومنها ما يحتمله بعض الأنبياء عليهالسلام أو بعض الملائكة أو خواص شيعتهم ، وفي كلّ من هذه الأقسام عرض عريض وذلك لاختلاف الهويّات والمهيّات في الكينونات والاقتضاءات والقابليات والاستعدادات ، وكلّ أحد لا يدرك فوق رتبته ، ولا يتجاوز إدراكه عن قوس كماله ، إلّا على سبيل الاشراق والتّجلى والإفاضة من العالي إلى السافل بحسب اختلاف القابل في الصقالة والكدورة والقرب والبعد والتّهيؤ للقبول والعدم وزيادة الحجب وقلّتها وغلظتها ورقّتها ونورها وظلمتها إلى غير ذلك من الأسباب والمعدّات والموانع الّتي ربّما تفضي إلى الإنكار البحت ، ولله درّ من قال
__________________
(١) البحار : ج ٢ / ١٨٩ ح ٢١ عن البصائر.
(٢) في البحار : ج ٢ / ١٩٠ ح ٢٣ ما يقرب منه.
(٣) البحار : ج ٢ ص ١٩٣ ح ٣٦ عن البصائر.
(٤) البحار : ج ٢ / ١٩٢ ح ٣٤.