والتشريعيّة لعموم ولايتهم في الأمرين وبرزخيّتهم الكبرى في البين ، مع كونهم الأشهاد في خلق الأرض والسّموات والأعضاد لبارئ الكاينات إلى غير ذلك مما قصرت عن نيل إدراكه أكثر الأفهام فالأولى أن نقبض عنان الكلام كيلا تتحرك سلسلة جحود اللّئام وعلى الله التوكّل وبه الاعتصام.
(نصيحة) : اعلم يا أخى وحبيبي أنّه لم يسعنا في المقام إقامة الحجّة على غرائب أحوالهم عليهمالسلام على وجه الاستقصاء لتوقّفها على مقدّمات كثيرة ، وإثبات أمور لا يهمنا البحث عنها في المقام ، ولعلّنا نشير إلى جملة وافية منها في مواضع من هذا التفسير ، فإن حصل لك التصديق التفصيلي أو الإجمالي بها أو شيء منها فكن لله من الشاكرين ، والّا فإياك ثمّ إياك أن تبادر إلى الإنكار والتكذيب لما بلغك عنهم أو نسب إليهم فتكون من الهالكين.
قال مولينا الصادق عليهالسلام : لا تكذبوا بحديث أتاكم أحد فإنّكم لا تدرون لعلّه من الحقّ فتكذّبوا الله فوق عرشه (١).
وعن أبي الحسن عليهالسلام أنه كتب في رسالة كتبها الى على بن سويد السائي : ولا تقل لما بلغك عنّا أو نسب إلينا : هذا باطل ، وان كنت تعرف خلافه فإنّك لا تدري لم قلنا ، وعلى أيّ وجه وصفة (٢).
بل روى الصدوق «في العلل» بالإسناد عن أحدهما عليهماالسلام : لا تكذّبوا بحديث آتاكم مرجئيّ ولا قدريّ ولا خارجيّ نسبه إلينا ، فإنّكم لا تدرون لعلّه شيء من الحقّ فتكذّبوا الله عزوجل فوق عرشه (٣).
إلى غير ذلك من الاخبار الدالّة على وجوب التسليم لهم والرّد إليهم ، وانّ
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢ / ١٨٦ ح ١٠ عن بصائر الدرجات.
(٢) البحار : ج ٢ / ١٨٦ ح ١١ عن البصائر.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢ / ١٨٧ ـ ١٨٨ عن علل الشرائع.