الأحكام لقوله : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) (١) ، (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) (٢) ، (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٣).
وعن الباقر عليهالسلام انّ الله لم يدع شيئا يحتاج إليه الامّة إلّا أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
وعن الصادق عليهالسلام ما من امر يختلف فيه اثنان وله أصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال (٥).
وعنه عليهالسلام انّ الله انزل في القرآن تبيان كلّ شيء حتّى والله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتّى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا انزل في القرآن (٦).
إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة الدالّة على علمهم بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وبخبر السماء وبخبر الأرض ، وخبر الجنّة والنّار ، وان ذلك كلّه بتعليم من الله فلا ينافي ذلك ظاهر قوله : (وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ) (٧) وقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) (٨) ، فانّ النّبى والائمّة عليهمالسلام هم المستثنون في الآيتين ، بل هو المرتضى وهم المجتبون كما يؤمي اليه بعض الأخبار.
مضافا إلى أنّ لنا طرقا اخرى إلى إثبات علمهم عليهمالسلام بجميع الأمور التكوينيّة
__________________
(١) الأنعام : ٣٨.
(٢) النحل : ٨٩.
(٣) الانعام : ٥٩.
(٤) الكافي ج ١ ص ٥٩ ح ٢.
(٥) الكافي ج ١ ص ٦٠ ح ٦.
(٦) الكافي ج ١ ص ٥٩ ح ١.
(٧) آل عمران : ١٧٩.
(٨) الجنّ : ٢٧.