فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله.
وفي الكافي والتوحيد عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) (١) : قال : إنّ الله تعالى لا يأسف كأسفنا لكنّه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون ، وهم مخلوقون مربوبون ، فقد جعل رضيهم رضى نفسه ، وسخطهم سخط نفسه (٢).
إذ بولايتهم تقبل الطاعة المفترضة ، ولهم المودّة الواجبة.
ولذا ورد عن مولينا أبى جعفر عليهالسلام في خبر بناء الإسلام على الخمسة الّتي هي الصلوة والزكاة والحجّ والصوم والولاية إلى أن قال عليهالسلام : ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأنبياء ، ورضى الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته ان الله عزوجل يقول : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (٣).
أما لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله ، وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية ولى الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته اليه ما كان له على الله حقّ في ثوابه ، ولا كان من أهل الايمان (٤).
بل ورد مثله من طرق العامة فعن ابن مردويه في كتابه بالإسناد عن النّبي صلىاللهعليهوآله : يا على لو أنّ عبدا عبد الله مثل ما قام نوح في قومه ، وكان له مثل جبل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومدّ في عمره حتى حجّ ألف عام على قدميه ثمّ قتل
__________________
(١) الزخرف : ٥٥.
(٢) نور الثقلين : ج ٤ / ٦٠٨ عن التوحيد والكافي.
(٣) النساء : ٨٠.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٣ / ٢٩٤ عن تفسير العيّاشى ج ١ ص ٢٥٤.