بين الصفا والمروة مظلوما ثمّ لم يوالك يا على لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها (١).
وفي المناقب عن تاريخ النسائي وشرف المصطفى واللفظ له عنه : لو أنّ عبدا عبد الله تعالى بين الركن والمقام ألف عام ثمّ ألف عام ولم يكن يحبّنا أهل البيت لاكبّه الله على منخره في النار (٢).
وعن الفردوس والرسالة القوامية عنه صلىاللهعليهوآله : حبّ على بن ابى طالب يأكل الذنوب كما يأكل النار الحطب (٣).
ثمّ إنّ هذا الأمر الثالث وإن عددناه واحدا من تلك الأمور إلّا أنّه جامع لجملتها محتو على حدودها ومقاماتها وذلك أنّ مقتضى القوام بولاية النبي والأئمّة عليهمالسلام هو حفظ جميع الحدود والأحكام الشرعيّة من التكليفيّة والوضعيّة والإقامة عليها وامتثالها بالاشتغال بما يرضاه الله والاجتناب عمّا يسخطه بل عمّا لا يرضاه لينحصر فيه فعله في الوجوب والاستحباب لا الإباحة وذلك كلّه بحسب جميع نشأة وجوده وكونه من الأفعال والأقوال والأحوال والنيّات والخطرات والإعتقادات.
ولذا قال مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث معرفته بالنورانيّة : انّ إقامة الصلوة إقامة ولايتي فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلوة ، وإقامة ولايتي صعب مستصعب لا يحتمله الّا ملك مقرّب أو نبىّ مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان فالملك إذا لم يكن مقرّبا لا يحتمله ، والنّبي إذا لم يكن مرسلا لم يحتمله ، والمؤمن
__________________
(١) ينابيع المودّة ج ٣ ص ٢٩٣ ح ٨٤٥ ورواه ابن شهر آشوب في المناقب ج ٣ ص ١٩٨ عن ابن مردويه.
(٢) المناقب ج ٣ ص ١٩٨ عن تاريخ النسائي وشرف المصطفى.
(٣) ينابيع المودة ج ٢ ص ٢٤٦ عن الفردوس ج ٢ ص ٢٢٦ ح ٢٥٤٤.