إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله (١).
فصورة ولايتهم ومحبّتهم وطاعتهم هو الطريق المستقيم إلى الله ، وذلك هدى الله يهدى به من يشاء.
وهذا الصراط لا يقطعه في هذه الدنيا بسهولة إلّا محمّد وأهل بيته الطاهرون وشيعته المنتجبون ، ولو من الأنبياء والمرسلين ، والملئكة المقرّبين ، فإنّهم يقطعونها بفضل عصمتهم وولايتهم وعنايتهم برفق وسهولة.
قال عليهالسلام في خبر النورانيّة بعد ما سمعت يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (٢).
فالصبر رسول الله صلىاللهعليهوآله والصلوة إقامة ولايتي فمنها قال الله تعالى : وإنّها لكبيرة ولم يقل : وإنّهما لكبيرة لأنّ الولاية كبير حملها إلّا على الخاشعين ، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون (٣).
ثمّ إنّ من تأمّل في الأخبار الكثيرة الدالّة على العوالم الكثيرة الّتي منها الأربعون عالما ، والاثنى عشر ألف عالم ، أو الألف ألف عالم ، والألف ألف آدم ، وعلى كونهم حجّة على جميع تلك العوالم وانّ الله قد أخذ ميثاق ولايتهم على جميع الذرات والكائنات والموجودات إلى غير ذلك من الأخبار المختلفة الواردة في الموارد المتفرقة : أنّه لم يعص الله تعالى أحد من أوّل الدهر إلى آخره ، بل في جميع العوالم والنشآت إلّا بالانحراف عن ولايتهم ومحبّتهم ، ولم يطعه أحد من جميع ما سمعت إلّا بذلك ، هنالك الولاية لله الحق.
ولو أردنا استقصاء الأخبار بذلك في هذا المقام لطال بنا الكلام ، غير أنّي
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٦ / ٢ ح ١.
(٢) البقرة : ٤٥.
(٣) البحار : ج ٢٦ / ٢ ح ١.