المشاعر عليه ، بل أكثر من يمرّ عليه تتفرق مشاعره وحواسّه الظاهرة والباطنة ، بل يفترق بالعبور عنه كلّ من الحقّ والباطل عن الآخر ليميز الله الخبيث من الطّيب.
وثانيهما أدقّ من الشعر لشدّة اضطرابه بالسائر عليه فلا يزال يمرّ ويضطرب ولا يثبت عليه إلّا من ثبّته الله بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة.
والوقوف على الأوّل يوجب القطع والفصل أي تفريق الإدراك والعمل ، حيث لا يقدر السائر على تخليص الحقّ عن شائبة الباطل ، ولا على إخلاص العمل عن شائبة الشرك والأغراض الباطلة ، فيكون النظر والعمل شقّين لأنّه أحد من السيف فيشق القدم العابر به عن بصيرة النظر ونية العمل ، ولكن الإنصاف أنّ هذا كلّه كغيره ممّا في «شواهد الربوبيّة» و «العرشية» وغيرهما تكلّف مستغن عنه ، بل وكذا ما في شرح الثاني (١) للعارف الصمداني نظرا إلى أنّ المقصود من التشبيه تصوير دقّته وشدّة صعوبة العبور عليه ، وليس كلّ من الوصفين نعتا لوجه دون الآخر ، بل ليس له وجهان متغايران من حيث الاقتضاء والحكم ، فإنّه أمر وحداني معنوي أو صوري حسب ما سمعت من أنّه صورة ولاية مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام.
نعم ربما يستشكل في المقام بأنّ نفس النبي صلىاللهعليهوآله وطريقته وولايته التي هي باطن النبوة بل نبوّته الّتي هي حقيقة الولاية أقوم وأتمّ وأكمل وأجمل من ولاية مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام فإنّه عبد من عبيده ، ولذا كنّي صلىاللهعليهوآله بأبي القاسم حيث إنّه صلىاللهعليهوآله كان أبو أمّته الذين كان واحدا منهم وهو وصيّه وخليفته قسيم الجنّة والنار ، كما ورد التصريح به في بعض الأخبار ، وعلى هذا فما السبب في تفسير الصراط بولاية مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام وإضافته إليه دون النبي صلىاللهعليهوآله كما في الأخبار المتقدّمة المرويّة من طريق الخاصّة والعامة.
والجواب ما أشرنا اليه سابقا من أنّ الولاية ولاية واحدة ، وهي قوله : (قُلْ
__________________
(١) مراده شرح العرشية في المبدأ والمعاد تصنيف المولى صدر الدين الشيرازي المتوفى (١٠٥٠) ه للشيخ احمد بن زين الدين الاحسائى المتوفى (١٢٤٣).