العلم : التّشديد لغة قديم وهو وهم قديم ، وذلك أنّ أبا العباس أحمد بن يحيى قال : وأمين مثل عاصين لغة فتوهّم أنّ المراد صيغة الجمع لا أنّه قابله بالجمع ، وهو مردود بقول ابن جني وغيره أنّ المراد موازنة اللّفظ لا غير ، ويؤيّده قول صاحب التّمثيل في «الفصيح» والتّشديد خطأ ، ثمّ المعنى غير مستقيم على التشديد ، لأنّ التقدير ولا الضّالّين قاصدين إليك وهذا لا يرتبط بما قبله.
قلت : ولعلّه جعله حالا من الفاعل فعاد نقضا على المطلوب ، وأمّا على ما ذكرناه سابقا فلا محذور ، غير أنّ الظّاهر أنّه اسم فعل لا اسم فاعل بمعنى استجب بنى على الحركة لالتقاء الساكنين والفتح للخفّة.
وفي القاموس آمين بالمدّ والقصر وقد يشدّد الممدود ويمال أيضا.
عن الواحدي في «البسيط» : اسم من أسماء الله أو معناه اللهم استجب ، أو كذلك فليكن ، أو كذلك فافعل :
وعن ابن الأثير هو اسم مبنيّ على الفتح ، ومعناه : اللهم استجب لي ، وقيل : معناه كذلك فليكن ، بمعنى الدّعاء ، وعن المغرب معناه استجب.
وبالجملة فالظّاهر كونه اسما مبنيّا على الفتح لطلب الحاجة ، وهو بالتخفيف والتّشديد لغة أو غلط كما أنّ الأكثر مدّه ، وبه ورد في الأدعية الكثيرة عن أهل بيت العصمة ، وأنشد مجنون بنى عامر :
يا ربّ لا تسلبني حبّها أبدا |
|
ويرحم الله عبدا قال آمينا |
نعم قد يقصّر لضرورة الشّعر كقوله :
تباعد عنّي فطحل إذ سئلته |
|
أمين فزاد الله ما بيننا بعدا |
وتقديمه على الدّعاء لمزيد الاهتمام ، ويظهر من صريح بعض كظاهر آخرين جواز قصره في غير الضّرورة.
لكن الخطب فيه سهل كسهولته في القطع بعدم استحبابه في الصّلوة بعد