فإن الله تعالى جعل له بإزاء كل شيء شيئا.
ففي النبوي :
«إنّ إبليس قال لربه : يا رب! قد أهبط آدم وقد علمت أنه سيكون كتب ورسل ، فما كتبهم ورسلهم ، قال : رسلهم الملائكة والنبيون وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، قال : فما كتابي؟ قال : كتابك الوشم ، وقراءتك الشعر ، ورسلك الكهنة ، وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه ، وشرابك كل مسكر ، وصدقك الكذب ، وبيتك الحمام ، ومصائدك النساء ، مؤذنك المزمار ، ومسجدك الأسواق (١).
فكل ما يصدك عن سبيل الخير أو يأمرك ويقرب لك ويوقعك في نهج الضر والضير ، فهو من أعوان الشيطان وجنوده وأحزابه وهو المشار إليه بقوله : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) (٢).
وقوله : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (٣).
وفي «الكافي» عن الباقر عليهالسلام : «إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم ، وإن أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه وانتفخت أوداجه ، ودخل الشيطان فيه ، فإذا خاف أحدكم من نفسه فليلزم الأرض فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عن ذلك» (٤).
وفي «المتهجد» في العوذة التي كتبها أبو الحسن الثاني لابنه عليهماالسلام :
__________________
(١) البحار : ج ٦٣ / ٢٨١ ، ح ١٧٣.
(٢) سورة الإسراء : ٦٤.
(٣) سورة الأنعام : ١٢.
(٤) الكافي : ج ٢ / ٣٠٤ ، وعنه البحار : ٦٣ / ٢٦٥ ، ح ١٤٩.