احتجبت بحجابه الذي يحتجب به ، وتوجهت إلى بابه الذي يؤتى منه ، وأنت من غيره راجع تائب ، فقد نلت أقصى المطالب ، ومنتهى المآرب.
وإن قصدك الشيطان أتبعه شهاب ثاقب ، لأنّك حينئذ قد أقسمت بذمام الله المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول ، وهذا الذمام ولايتهم عليهم الصلاة والسّلام ، ولذا ورد في دعاء الصباح على ما في «المتهجد» :
«أصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع ، الذي لا يطاول ولا يحاول ، من كل غاشم وطارق ، من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق ، في جنة من كل مخوف بلباس سابغة ، وبأهل بيت نبيك (وفي بعض النسخ): سابغة ولاء أهل بيت نبيك ، محتجبا من كل قاصد لي بأذيّة بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم ، والتمسك بحبلهم ، موقنا أنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم ، أوالي من والوا وأجانب من جانبوا ، فأعذني اللهم بهم من شر ما أتقيه ... الدعاء». (١)
ومجمل الإشارة في المقام إلى الاعتصام بذلك الذمام الذي هو ولايتهم عليهمالسلام أن يتأدّب بالآداب الشرعية ويستقيم على الوظائف الدينية ، ولا ينحرف عنهم في شيء من الأفعال والأقوال والأحوال والخطوات والنيّات والقصود والمقاصد ، فإذا فعل ذلك فهو من شيعتهم الذي خلقوا من فاضل طينتهم ، وسقوا بماء ولايتهم.
ولذا قال مولانا الرضا عليه التحية والثناء : «شيعتنا المسلّمون لأمرنا ، الآخذون بقولنا ، المخالفون لأعدائنا ، فمن لم يكن كذلك فليس منا» (٢).
وقال الصادق عليهالسلام : «ليس شيعتنا من قال بلسانه ، وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ،
__________________
(١) مصباح الشيخ ص ١٤٨ وعنه البحار ج ٨٦ ص ١٤٨ ح ٣١.
(٢) صفات الشيعة للصدوق : ص ١٦٤ ، وعنه بحار الأنوار : ج ٦٨ / ١٦٧ ، ح ٢٤.