فهذا الصنف من الشيعة ليس للشيطان عليهم سلطان ، كيف وهم في ظلّ ولايتهم يعيشون ، وفي جوار الرحمن يتنعّمون ، ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وأمّا محبّوهم ومواليهم الذين ليسوا من مخلصي شيعتهم لاقترافهم بعض الخطيئات ، وانهماكهم في عاجل اللذات ، فلا ريب أنّ الاستعاذة والالتجاء بهم والاعتصام بحبلهم من شر شياطين الجن والإنس ، والنفس الأمارة الشهوانية والبهيمية والسبعية ، ومن خيلها ورجلها وفتنتها ووسوستها توبة لهم ورجوع إليهم فيوفقون بها لقلة التربص وحسن التخلص ، مع أنهم عليهمالسلام قد ضمنوا لشيعتهم ذنوبهم ، وأصلحوا لهم عيوبهم.
فعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (١) قال : «إذا كان يوم القيامة ولّينا حساب شيعتنا ، فمن كان مظلمته فيما بينه وبين الله استوهبناها فوهبت لنا ، ومن كان مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحق من عفى وصفح» (٢).
وعن رضي الدين بن طاوس أنه قال : سمعت القائم عجل الله فرجه بسر من رأى يدعوا من وراء الحائط وأنا أسمعه ولا أراه وهو يقول : «اللهم إنّ شيعتنا منا ، خلقوا من فاضل طينتنا ، وعجنوا بماء ولايتنا اللهم اغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا على حبّنا وولائنا يوم القيامة ، ولا تؤاخذهم بما اقترفوه من السيئات ، إكراما لنا ، ولا تقاصهم يوم القيامة مقابل أعدائنا ، وإن خفّت موازينهم فثقّلها بفاضل حسناتنا» (٣).
__________________
(١) الغاشية : ٢٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ / ٥٧ ، وعنه البحار : ج ٦٨ / ٩٨.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥٣ / ٣٠٢ و ٣٠٣ ، وفيه هذه الحكاية بعبارتين مختلفتين.