فتأمل (١).
______________________________________________________
لفظه كل «لا ما اذا كان» الشمول مستفادا «بالاطلاق ومقدمات الحكمة فانه لا يكاد يتم تلك المقدمات» أي مقدمات الحكمة التي لا بد من تماميتها في جريان الاطلاق «مع صلوح الاستثناء للرجوع الى الجميع».
(١) لقد ذكر وجه التأمل في هامش الكتاب (١) ، وحاصله : ان احتفاف الكلام بما يصلح للقرينية انما يمنع الاطلاق ويختل به شرط مقدمات الحكمة فيما اذا كان الاحتمال اعتماد المتكلم عليه.
وبعبارة اخرى : ان المانع هو احتمال كون المتكلم قد نصب القرينة على خلاف ما يقتضيه الاطلاق ولكنها كانت القرينة غير واضحة الظهور في القرينية ، لانه مع هذا الاحتمال لا يحرز كون المتكلم في مقام البيان لما يقتضيه اطلاق كلامه ، كما اذا قال رأيت اسدا يرمي واحتملنا انه يريد بقوله يرمي رمي الحجارة فيكون قرينة على المجازية ، او انه يريد انه يرمي الزبد من فمه من الغيض والشراسة ، ففي احتفاف الكلام بمثل هذا يكون صلوح يرمي للقرينية مانعا ، وهذا المثال وان كان في الدوران بين الحقيقة والمجاز إلّا انه لبيان ان الصلوح المانع عن جريان الاطلاق هو كونه مثل هذا بحيث يحتمل اعتماد المتكلم عليه.
واما اذا كان احتفاف الكلام بما يصلح للقرينة ليس كذلك ، بل كان كلاما بطبعه يصلح للقرينة ولكن لم يعلم ولا هناك قرينة على التفات المتكلم اليه واعتماده عليه فلا يصلح مثل هذا مانعا عن جريان الاطلاق كما في مثل المقام ، فان صلوح (الا) للرجوع الى غير الاخيرة انما هو بطبيعة الحال بمعنى انه لو اريد به الرجوع الى الكل لما
__________________
(١) كفاية الاصول بحاشية المحقق المشكيني (قدسسره) ج ١ ص ٣٦٦ (حجري).