ومما يدل على الحصر والاختصاص (إنما) وذلك لتصريح أهل اللغة بذلك ، وتبادره منها قطعا عند أهل العرف والمحاورة (١).
ودعوى ـ أن الانصاف أنه لا سبيل لنا إلى ذلك ، فإن موارد استعمال هذه اللفظة مختلفة ، ولا يعلم بما هو مرادف لها في عرفنا ، حتى يستكشف منها ما هو المتبادر منها ـ غير مسموعة ، فإن السبيل إلى التبادر لا ينحصر بالانسباق إلى أذهاننا ، فإن الانسباق إلى أذهان أهل العرف أيضا سبيل (٢).
______________________________________________________
(١) حاصله : ان من جملة ما يدل على الحصر هو لفظ (انّما) فقولنا : انما قام زيد دون عمرو يدل على حصر القيام بزيد واخراج عمرو ، ولازم الحصر بزيد ان عمرا لم يقم.
واستدل له المصنف بدليلين : الأول : تنصيص أهل اللغة ان (انّما) من ادوات الحصر.
الثاني : التبادر فان اهل العرف يفهمون من قول القائل : انما قام زيد دون عمرو هو حصر القيام به ونفيه عن عمرو والتبادر آية الحقيقة ، وهذا الدليل كما يدل على افادتها للحصر يدل أيضا على ان ذلك بحسب الوضع.
(٢) هذا تعرض لصاحب التقريرات حيث ادعى ان الانصاف عدم دلالة (انّما) على الحصر.
وتوضيحه : ان (انّما) ربما تستعمل لحصر القيام بزيد ، كقولنا : انّما قام زيد دون القوم ، وربما تستعمل لحصر اتصافه بالقيام كقولنا : انما قام زيد ولم يضرب ، في قبال من يدعي انه قام وضرب ، فانها لا تدل على حصر القيام بزيد وانما تدل على ان زيدا وصفه منحصر بالقيام وحده دون الضرب.