.................................................................................................
______________________________________________________
وكما تستعمل لصرف اتصافه بوصف واحد لا بوصفين كما يقال : انّما زيد شاعر لا كاتب في قبال من يدعي انه كاتب وشاعر ، كذلك تستعمل لصرف بيان ان وصفه هو الشاعرية دون الكاتبيّة في قبال من يدعي انه كاتب لا شاعر.
وربما تستعمل لبيان العلية كقولنا انما قام زيد ليحترم عمرا فانها تدل على ان الداعي لقيامه هو احترامه لعمرو.
ولما كان موارد استعمال انما مختلفا فلا نعلم انها مشتركة بين افادة الحصر وغيره ، او انها موضوعة للحصر ومستعملة في غيره مجازا ، او انها لم توضع للحصر أيضا وغيره مستفاد من القرينة ، واذا كان هذا حالها فنحن انما نميّز ونجزم بوضع لفظ لخصوص احد موارد استعمالاته حيث يكون له مرادف في لغة اخرى كالفارسية ، كلفظ (ان) الشرطية فان مرادفها بالفارسية لفظ (اگر) او (الّا) الاستثنائية فان مرادفها بالفارسية لفظة (مكر) وبواسطة المرادف نستطيع ان نعرف الحقيقة التي وضع لها اللفظ بالعربية ، واذا لم يكن للفظ المختلف موارد استعماله مرادف في لغة اخرى فلا نستطيع ان نعرف الموضوع له في اللغة العربية ، والى هذا أشار بقوله : «فان موارد استعمال هذه اللفظة مختلف ولا يعلم» أي لا يعلم حالها حقيقة «ب» واسطة «ما هو مرادف لها في عرفنا» أي في عرف اللغة الفارسية حتى يستكشف «منها ما هو المتبادر منها».
ويردّه ان الانسباق والتبادر لا ينحصر في تبادر غير العرب حتى يكون السبيل الى معرفة ما هو المتبادر من اللفظ العربي بالتبادر من مرادفه باللغة الفارسية مثلا ، فان هناك سبيلا آخر لمعرفة ما هو المتبادر منها بتبادر نفس العرب من مجرد اطلاق اللفظ العربي ، كلفظ (انما) فانها وان كان ليس لها مرادف فلا يكون للفرس ـ بما هم فرس ـ بالنسبة اليها سبيل في معرفة معناها الحقيقي ، ولكن تبادر العرب انفسهم دليل تام على ما وضعت له في لغة العرب ، وقد عرفت انه يتبادر منها الحصر فلا بد وان تكون موضوعة للحصر وان استعمالها في غير الحصر مجاز ، والى هذا اشار بقوله : «غير