.................................................................................................
______________________________________________________
العالم للتعريف ويتمحض للاحترازية ، بخلاف ما اذا لم يذكر زيد فانه يحتمل قويا او احتمالا مساويا كون ذكر العالم للتعريف والاشارة الى زيد لا للاحتراز ، فاكرم العالم لا مفهوم له لعدم قرينة على الاحترازية المستلزمة للعلية.
ويرده ، اولا : ان هذا التفصيل انما يتم حيث تحرز العلية وكون القيد للاحتراز.
وثانيا : ان غاية ما ذكر كون الوصف له دخل أما انه علة منحصرة فلا موجب له ، لأن كون الوصف بعنوانه الخاص وصفا لا يقتضي الانحصار إلّا اذا كان الوصف هو المؤثر ، لعدم إمكان صدور الواحد عن المتعدد. أما لو كان له دخل فيما له التأثير فلا يتأتى الدليل المذكور ، كما انه قد دل الدليل على كون وصف الكثرة للماء له دخل في تأثيره في الاعتصام ، ووصف الجريان أيضا له دخل في عاصميته ، وقد أشار الى هذين الايرادين بقوله : «فيما اذا استفيدت غير مقتضية له» فبقوله : «فيما اذا استفيدت» أشار الى الأول وان مجرد ذكر الوصف ما لم يحرز انه لأجل الاحتراز لا تستفاد علية الوصف ، والى الثاني بقوله : «غير مقتضية له».
نعم اذا قامت القرينة الخاصة على ان الوصف علة للحكم وانها منحصرة دلت الجملة الوصفية على المفهوم ، ولكن على هذا يكون الدال على المفهوم هي القرينة الخاصة دون الوصف بما هو وصف ، ولا يصح ان يكون هذا الكلام تفصيلا في المقام ، والى هذا اشار بقوله : «ومع كونها بنحو الانحصار» أي ومع قيام القرينة على كون الوصف علة منحصرة «وان كانت مقتضية له» أي مقتضية للدلالة على المفهوم «إلّا انه لم يكن من مفهوم الوصف» لكون الدال على المفهوم هي القرينة الخاصة دون الوصف «ضرورة انه قضية العلة الكذائية» أي المنحصرة «المستفادة من القرينة عليها في خصوص مقام» من المقامات التي تقوم فيه القرينة الخاصة فيه على ذلك «وهو مما لا اشكال فيه ولا كلام فلا وجه لجعله تفصيلا في محل النزاع وموردا للنقض والابرام».