.................................................................................................
______________________________________________________
عنها الصلاة مع الطهور فالصلاة مع الطهور ، خارجة عن حقيقة الصلاة المنفية ، واما كون الصلاة تثبت بثبوت الطهور فلا تدل القضية عليه ولا يعقل ان تدل عليه ، لان لازمه ان يكون بتحقق الطهور وحده تتحقق الصلاة الصحيحة ، ومن الواضح ان الصلاة الصحيحة لا تتحقق بمجرد تحقق الطهور وحده ، بل لا بد في تحققها من تحقق جميع اجزائها وشرائطها.
واتضح مما ذكرنا أيضا ان الصلاة المنفيّة في قوله لا صلاة إلّا بطهور هي الصلاة الصحيحة ، ولا معنى لان تكون المنفية هي الصلاة الأعم من الصحيحة والفاسدة ، لوضوح ان هذه القضايا لغرض بيان مدخلية الطهور في الصلاة والغرض من مدخليته مدخليته في الصلاة الصحيحة ، ولا معنى لمدخلية الطهور في الصلاة التي هي أعم من الصحيحة والفاسدة ، خصوصا في مثل الطهور الذي هو شرط لتأثيرها أثرها ، مضافا الى انه لو كان المراد من الصلاة المنفية هي الاعم للزم انتفاء مسمى الصلاة ولو كانت فاسدة بانتفاء الطهور ، ولا ريب في عدم صحة هذه القضية.
ويرد عليه ، اولا : ان المراد من امتثال هذه التراكيب هو لزوم اقتران الصلاة الصحيحة بالوضوء ، فلا بد وان تكون الصلاة مفروضا وجدانها لسائر أجزائها وشرائطها ، وهذا مثل قولهم : لا علم إلّا بالعمل ، فان الغرض منه ان حقيقة العلم واقعا تثبت للعلم المقرون بالعمل ، وليس الغرض منه بيان ان العمل علم او ان كل مقرون بالعمل علم.
والحاصل : ان هذه التراكيب لبيان لزوم اقتران الصلاة بالطهور لا لأجل بيان ان الصلاة طهور ، ولا بيان ان العلة التامة للصلاة الصحيحة هو الطهور ، بل لبيان ان الطهور من شرائط الصلاة الصحيحة ، وعليه فلا بد من فرض الصلاة واجدة لجميع أجزائها وشرائطها ، وحيث أنه لا تأثير لها اذا لم تكن مقترنة بالطهور ، فلذا قال : انه لا حقيقة للصلاة في مقام التأثير الا للصلاة المقرونة بالطهور ، ولا فرق بين هذا وبين قولهم لا علم الا بعمل والى هذا أشار بقوله : «اولا بكون المراد من مثله ... الى