.................................................................................................
______________________________________________________
الثاني : ان يكون السبب في الاضراب هو ان اللسان قد سبق في مقام التكلم الى زيد فاضرب المتكلم لبيان ان لسانه قد سبق الى ذكره ، وان الجائي واقعا هو عمرو ، والفرق بين هذا والاول انه في الاول عند ذكر زيد كان يرى انه هو الجائي ثم التفت الى غفلته فاضرب عنه ، وفي الثاني المتكلم كان عند ذكره لزيد يعلم بانه عمرو ولكن لسانه سبق الى ذكر زيد.
ولا يخفى انه في هذين الاستعمالين لا دلالة للاضراب على الحصر ، فان الداعي للاضراب فيهما هو الغفلة وسبق اللسان لا بيان الحصر ، وقد اشار الى ما ذكرنا بقوله : «منها ما كان ان المضرب عنه» كزيد «انما أتي به غفلة او سبقه به لسان» واشار الى ان الداعي الى الاضراب ليس هو الحصر بقوله : «فيضرب بها» أي ب (بل) «عنه الى ما قصد بيانه» واشار الى انه حيث ان السبب للاضراب هو بيان ما له الحكم واقعا فلا دلالة لها على الحصر بقوله مفرعا على ما ذكر «فلا دلالة له» أي للاضراب «على الحصر اصلا فكانه اتى بالمضرب اليه ابتداء» لان الاضراب كان لاجل ان ذكر المضرب عنه الذي ذكره ابتداء هو لغفلة او سبق لسان ، والمضرب اليه هو الذي ينبغي ذكره ابتداء.
الثالث : ان يكون الاضراب لاجل التمهيد وتنبيه السامع ليتأكد الاسناد الى المضرب اليه كما لو كان السامع قد ألف ذهنه زيد ، فبمجرد ذكره ينتبه ذهنه لان يسمع ما يسند اليه فيذكر زيدا لاجل التنبيه ليلتفت السامع الى ما هو المسند اليه واقعا فيضرب المتكلم عنه بعد تنبيه السامع الى ذكر المضرب اليه ، وفي مثل هذا أيضا لا دلالة للاضراب على الحصر لان الداعي له هو التمهيد دون الحصر.
الرابع : ان يكون الداعي للاضراب هو الردع وابطال ما ثبت له الحكم اولا ، لبيان ان الثابت له الحكم واقعا هو المضرب اليه ، وهذا يدل على الحصر لان انحصار الفعل بالمضرب اليه لازمه سلب الحكم عن غيره ، ولو كان الغرض محض اثبات الحكم للمضرب اليه دون الانحصارية لما قام المتكلم في مقام الردع والابطال للاسناد