الحق أنه يوجبه ، لشهادة الوجدان بصحة مؤاخذته ، وذمه على تجريه ، وهتك حرمته لمولاه وخروجه عن رسوم عبوديته (١) ، وكونه
______________________________________________________
استحقاق العقوبة «في صورة عدم الاصابة على التجري بمخالفته» بحسب قطعه لا واقعا «و» هل يوجب «استحقاق المثوبة على الانقياد بموافقته» ايضا بحسب قطعه لا واقعا «أو لا يوجب شيئا» أي لا يوجب التجري استحقاق العقاب ولا الانقياد استحقاق الثواب.
(١) استدل على استحقاق العقوبة على التجري واستحقاق المثوبة على الانقياد بالوجدان ، وتوضيحه : انه يتحصّل من كلام القوم اطلاق الوجدان على معنيين :
الاول : كون المطلق عليه الوجدان من مصاديق القضايا الوجدانية او الفطرية التي هي احدى الضروريات الست ، فان الضروريات عندهم ست :
الاولى : البديهيات الاوليّة ككون الكل اعظم من الجزء ، وكون السلب والايجاب لا يجتمعان ولا يرتفعان.
الثانية : المشاهدات وتسمى الحسيات وهي المحسوسات بالحسّ الظاهري ، ككون هذا الجسم اسود وذاك ابيض ، وهذا مرّ وهذا حلو أو حامض وهذا صوت مشتمل على الحروف الهجائية وهذا صوت لم يشتمل عليها.
او بالحس الباطني كالوجدانيات وهي ككون ان لنا علما بكذا وجهلا بكذا ، ولنا شوق الى شيء وليس لنا شوق الى شيء آخر.
الثالثة : الفطريات كانقسام الزوج الى متساويين ، وهي المعبّر عنها بالقضايا التي قياساتها معها.
الرابعة : التجريبيات ككون هذا العقار نافعا ، وذاك العقار مسهلا وآخر سمّا ، فانها ضرورة تحصل من التجربة.
الخامسة : المتواترات كحكمنا بوجود امريكا.