.................................................................................................
______________________________________________________
وان كان بناؤهم على الاخذ بالظاهر لبنائهم على اصالة الحقيقة من باب التعبد ، ومعناه هو بناؤهم على الاخذ بالمعنى الحقيقي للفظ وان لم يكن له كشف نوعي بحسب العرف.
وبعبارة اخرى : ان للفظ دلالة ذاتية ودلالة فعلية ، والدلالة الذاتية هو ان للفظ معنى كان اللفظ بداته قالبا له ، والدلالة الفعلية هي كون ما له الدلالة بالذات دالا بالفعل عند العرف ، بمعنى انه عند العرف صالح لتفهم معناه بالفعل ، وقد عرفت ان الصالح لتفهيم المعنى بالفعل هو اللفظ المجرد عما يحتمل قرينيته.
وعلى كل فمعنى اصالة الحقيقة من باب التعبد هو دعوى ان العقلاء يأخذون بالدلالة الذاتية ويبنون على عدم ما ينافي هذه الدلالة ، إلّا ان يكون المنافي له ظهور في المنافاة ، وعلى هذا لا يكون السبب للاخذ بالظهور عند العقلاء هو صلوح اللفظ بالفعل لتفهيم المعنى ، بل يكون السبب مجهولا وغير معلوم ، وهذا معنى التعبد اذ ليس التعبد الا الأخذ بالشيء مع جهالة سببه كالاخذ بالاحكام الشرعية ، وحينئذ يكون محتمل القرينية كاحتمال وجود القرينة في عدم مصادمته لحجية الظهور ، والى هذا اشار بقوله : «فهو وان لم يكن بخال عن الاشكال بناء على حجية اصالة الحقيقة من باب التعبد» وحيث ان هذا المبنى الاخير غير صحيح لانا نرى العقلاء يعاملون مع الظاهر المحتف بمحتمل القرينية معاملة المجمل بالذات ، وهو الذي لا ظهور له بالذات ، وان المجمل عندهم سواء كان مجملا بالذات كلفظ المشترك الخالي عن القرينة المعينة او كان مجملا بالعرض كمثل الظاهر المحتف بمحتمل القرينية لا بناء منهم على الاخذ به مطلقا ، فيكشف ذلك ان بناء العقلاء هو اما للكشف النوعي أو لاصالة عدم القرينة ، وهما مفقودان في المقام فلا بناء منهم في المقام على الاخذ بهذا الظاهر.
ومما ذكرنا ظهر ان السبب لاخذ العقلاء ليس امرا مجهولا ، بل هو اما للكشف النوعي او لاصالة عدم القرينة ، فلا وجه لدعوى تعبد العقلاء بالتمسك باصالة