.................................................................................................
______________________________________________________
السريرة والمتصف بالطبع الطيب وحسن السريرة قد اتصف اولهما بالخلق الذميم والثاني بالخلق الحسن ، كمثل من له طبع البخل وطبع الكرم وطبع الجبن والشجاعة وساير الاخلاق والملكات المستحسنة والمذمومة فانهما له واقع متحقق لهما اقتضاء الشر المستتبع للذم واقتضاء الخير المستتبع للمدح ، فانه من الواضح المشاهد أن لنفس الصفات والملكات مرتبة من المدح والذم بما هي صفات وملكات من دون ان يصدر منهما ما يشاكلها من فعل الخير وفعل الشر ، ولكنه محض المدح الذي لا استحقاق فيه للثواب ومحض الذم الذي لا استحقاق فيه للعقاب ، ولذا قال (قدسسره) : «وبالجملة ما دامت فيه صفة كامنة» لم يتحرك معها الى الفعل «لا يستحق بها الا مدحا او لوما» من دون استحقاق للجزاء بالثواب او العقاب واشار الى المرتبة الثالثة بقوله : «وانما يستحق الجزاء بالمثوبة او العقوبة مضافا الى احدهما» أي مضافا الى استحقاق المدح او اللوم «اذا صار العبد بصدد الجري على طبقها» أي بصدد الجري على طبق تلك الصفة الكامنة «والعمل على وفقها و» لم يكن عمله عن غفلة ولا شعور بل كان عن «جزم وعزم وذلك لعدم صحة مؤاخذته بمجرد سوء سريرته من دون ذلك» أي من دون ان يجري على طبقها ويعمل على وفقها وان حدث من سوء سريرته شوق الى الارتكاب ولكنه لم يرتكب «وحسنها معه» أي وحسن المؤاخذة مع الجري على طبقها والعمل على وفقها «كما يشهد به مراجعة الوجدان الحاكم بالاستقلال الى آخر الجملة» ، فان الوجدان هو الحاكم المستقل في باب الاطاعة والعصيان سواء كان مستنده الفطرة او غيرها من الضروريات ، او كان مستنده بناء العقلاء الذي هو من المشهورات.
وعلى كل فالوجدان هو الحاكم بالاستقلال في هذا الباب من دون مشاركة للشرع معه في الحكم ، لوضوح ان حكم الشارع بما هو رئيس العقلاء ليس حكما منه بما هو شارع ، وحكمه بما هو شارع مرجعه الى امره بذلك ، ونفس امره يحتاج الى